أقدمت قوات الأمن السورية على اعتقال قياديين بارزين في حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية في العاصمة دمشق، وذلك في إطار تحركات أمنية وسياسية متشابكة وتهديد إسرائيل لسلطة أحمد الشرع باستهداف نظامه.
الحادثة التي وقعت مساء الأحد 20 أبريل 2025، أثارت تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الحكومة السورية والفصائل الفلسطينية، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتنامية على دمشق لإعادة ترتيب تحالفاتها الإقليمية.
تفاصيل الاعتقال والسياق الزمني
وفقاً لمصادر فلسطينية وسورية متطابقة، اعتقلت قوات الأمن السورية خالد خالد، المسؤول عن حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، وأبو علي ياسر، مسؤول اللجنة التنظيمية للحركة في الساحة السورية، خلال مداهمة أمنية في العاصمة دمشق.
وأشارت تقارير إعلامية إلى توجيه تهمة “التخابر مع إيران” للمعتقلين، دون الكشف عن تفاصيل محددة تدعم هذه التهمة.
بين أنقرة وتل أبيب: لماذا قال الشرع لا لتركيا ونعم للوساطة الإماراتية؟
صفقة أمريكية مع أحمد الشرع تستهدف الفصائل الفلسطينية في سوريا
بين رام الله ودمشق.. زيارة عباس إلى سوريا تصطدم بالفيتو الإسرائيلي
التوقيت وزيارة عباس
جاء الاعتقال بعد أقل من 48 ساعة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق، حيث التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة له إلى سوريا منذ 16 عاماً
الزيارة التي وصفت بأنها “تمهيدية لإعادة بناء العلاقات” بين الجانبين، تزامنت مع تصاعد الحديث عن شروط أمريكية تطلب من سوريا إبعاد الفصائل الفلسطينية المسلحة كشرط لتحسين العلاقات الثنائية
موقع الحركة من الصراع السوري
تعد حركة الجهاد الإسلامي من الفصائل الفلسطينية القليلة التي حافظت على وجودها في سوريا بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، على عكس فصائل أخرى مثل “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” التي غادرت بسبب مشاركتها في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد.
وقد اتسم وجود الحركة بالحياد النسبي، إذ لم تشارك بشكل مباشر في الصراع الداخلي السوري، مما سمح لها بالحفاظ على علاقات متوازنة مع الأطراف المحلية.
الاستهداف الإسرائيلي المتكرر
تعرضت مقرات الحركة في دمشق لسلسلة غارات إسرائيلية، كان آخرها في 13 مارس 2025، حين استهدف هجوم صاروخي منزل الأمين العام للحركة زياد نخالة في حي دمر شمال العاصمة.










