في تصعيد جديد للتوترات بين إسرائيل وحزب الله، نفذ الطيران المسير الإسرائيلي ثلاث غارات تحذيرية متتالية مساء اليوم الأحد على مبنى في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك وسط مزاعم إسرائيلية بأنه يستخدم كمخزن أسلحة تابع لحزب الله.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي رصد ما وصفه بـ”مخزن أسلحة” تابع لحزب الله داخل المبنى المستهدف، مشيرة إلى نية الجيش قصفه بشكل مباشر في وقت لاحق، بعد تنفيذ غارات تحذيرية.
من جهتها، نفت مصادر محلية في الضاحية الجنوبية لبيروت صحة الادعاءات الإسرائيلية، مؤكدة أن المبنى ليس سكنيا ولا عسكريا، بل هو مخزن تجاري يقع خلف مطعم “إكسبرس تشيكن” في حي الجاموس، المعروف بطابعه المدني والتجاري.
تفاصيل الغارات
وقعت الغارة التحذيرية الأولى في تمام الساعة السادسة مساء بتوقيت بيروت، عبر صاروخ خفيف أطلقته طائرة إسرائيلية مسيرة على جانب المبنى. تلتها غارة ثانية بعد دقائق، استهدفت نفس الموقع، فيما نفذت الغارة التحذيرية الثالثة عند الساعة السادسة وعشر دقائق مساء، دون وقوع إصابات بشرية بحسب المعلومات الأولية.
تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة في سماء الضاحية الجنوبية، من قبل عناصر يعتقد أنهم من حزب الله، في محاولة لإسقاط أو تحذير الطيران المسير الإسرائيلي الذي كان يحلق فوق المنطقة.
تهديد مباشر عبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي
في خطوة غير اعتيادية، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذارا مباشرا لسكان الضاحية الجنوبية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مرفقا بخريطة تظهر موقع المبنى المستهدف في منطقة الحدث. ووصف أدرعي التحرك الإسرائيلي بأنه إجراء وقائي، داعيا المدنيين إلى الابتعاد عن الموقع “قبل فوات الأوان”.
ردود الفعل والمخاوف
التحرك الإسرائيلي أثار حالة من القلق والتوتر بين الأهالي، وسط مخاوف من استهداف مباشر قد يؤدي إلى سقوط ضحايا أو تدمير واسع في منطقة مكتظة سكانيا. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الاشتباكات المتكررة على الحدود الجنوبية، وفي ظل حديث متزايد عن احتمال توسيع المواجهة العسكرية.
يذكر أن هذا النوع من الغارات التحذيرية يستخدم عادة لإعطاء فرصة للإخلاء قبل تنفيذ ضربات مدمرة، وهو ما يزيد من احتمال أن تشن إسرائيل ضربة مباشرة وشيكة على المبنى المستهدف.
سياق إقليمي متوتر
تأتي هذه التطورات في سياق التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحزب الله منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، حيث شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية اشتباكات شبه يومية وغارات متبادلة، وسط تحذيرات دولية من خطر انزلاق الوضع نحو حرب شاملة في المنطقة.
يبقى مصير المبنى المستهدف غير واضح حتى اللحظة، في ظل عدم صدور رد رسمي من حزب الله، بينما يتوقع أن تشهد الساعات القادمة تطورات ميدانية وسياسية إضافية.










