في غزة، حيث يلتقي البحر بالألم والحصار، تحمل قصة مادلين كلّاب أبعادًا إنسانية مفعمة بالشجاعة والصمود. مادلين، أول امرأة فلسطينية تعمل في مهنة الصيد، كانت تمتلك قاربها الخاص الذي اعتمدت عليه لإعالة أسرتها، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يرحمها، حيث دمّر قاربها أكثر من مرة في اعتداءات متكررة.
لم تستسلم مادلين رغم الحصار القاسي، بل استمرت في العمل، مؤكدة أن البحر هو مصدر حياتها وأملها، رغم كل المخاطر. مؤخراً، حملت سفينة “مادلين” التي سُميت على اسمها، مساعدات إنسانية متوجهة إلى غزة ضمن أسطول الحرية 2025، محاولةً كسر الحصار البحري المفروض من الاحتلال.
لكن الاحتلال الإسرائيلي اعترض السفينة وقام باحتجاز جميع النشطاء على متنها، ومنع وصول المساعدات إلى سكان غزة الذين يعانون من أزمة إنسانية حادة. كانت هذه الصفعة قاسية على مادلين وعلى كل من يحمل أملًا في حياة أفضل لقطاع غزة.
قصة مادلين لا تمثل فقط امرأة تصارع الظروف، بل هي رمز لصمود أهل غزة في وجه قوى تحاول اقتلاع حياتهم وأحلامهم. إنها دموع البحر التي لم تجف، وهي سفينة الأمل التي جرى احتجازها بالقوة، في مشهد إنساني مؤلم يعكس قسوة الاحتلال وإجرامه المستمر.
















