أكد مايك هاكابي، السفير الأمريكي بإسرائيل، في مقابلة بودكاست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يميل إلى الحل الدبلوماسي مع إيران، مشددا على أنه “لا شيء يسعده أكثر من التوصل إلى حل سلمي”.
“التدمير المالي” بديلا عن الحل العسكري
وأوضح هاكابي أن ترامب، رغم كونه “رئيسا محبا للسلام بحق”، يرى أن الخيار الأفضل للتعامل مع طهران هو “تدمير إيران ماليا واقتصاديا” بدلا من اللجوء إلى العمل العسكري.
وأشار السفير الأمريكي بإسرائيل إلى أن سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجتها إدارة ترامب في ولايته الأولى أدت إلى “دفع إيران إلى حافة الإفلاس”، نتيجة للعقوبات الاقتصادية الصارمة وقطع التمويل عن الجماعات التابعة لإيران.
ونقل هاكابي عن ترامب قوله: “كانوا على وشك الانهيار المالي الكامل… وهذا كان هدفنا: سحق النظام اقتصاديا وليس عسكريا”.
حياد واشنطن في السياسة الإسرائيلية
وبخصوص الأوضاع السياسية الداخلية في إسرائيل، أكد هاكابي أن إدارة ترامب لم تحاول أبدا التأثير على الأحزاب الإسرائيلية أو التدخل في قرار حل الحكومة.
وقال السفير الأمريكي: “ليست وظيفة الولايات المتحدة أو سفيرها اختيار حكومة إسرائيل… نحن نحترم القرار الديمقراطي للشعب الإسرائيلي ونتعامل مع أي حكومة منتخبة”.
كما أشار هاكابي إلى رفضه الإدلاء بأي توصيات تتعلق بالتوازن بين القيادات المدنية والعسكرية داخل إسرائيل، معتبرا أن هذا “مسألة داخلية تحسمها الدولة ذات السيادة”، ومستشهدا بـ”حكمة الملك سليمان” في اتخاذ القرارات المعقدة.
نظرة واشنطن للاضطرابات السياسية في إسرائيل
وحول الانطباع الأمريكي بشأن الحكومة الإسرائيلية المنهارة، أوضح هاكابي أن “معظم الأمريكيين لا يفهمون النظام البرلماني، وسيعتبرون ما يحدث نوعا من عدم الاستقرار، خاصة في ظل الحرب والتهديدات المستمرة من صواريخ الحوثيين والخطر النووي الإيراني”.
ومع ذلك، شدد على أن هذا لا يغير موقف واشنطن، مضيفا: “من مسؤوليتنا العمل مع الحكومة التي يختارها الإسرائيليون، وأي تقارير تشير إلى غير ذلك هي إما مضللة أو غير صحيحة”.
تعكس تصريحات السفير هاكابي ثبات موقف ترامب تجاه إيران، مع تركيزه على العقوبات الاقتصادية كأداة استراتيجية رئيسية. كما تؤكد تصريحاته على احترام الولايات المتحدة لاستقلالية القرار السياسي في إسرائيل، وهو ما يتماشى مع النهج الذي تبنته إدارة ترامب سابقا. وتشير هذه التصريحات إلى احتمالية وجود نوايا دبلوماسية تجاه طهران في حال عودة ترامب إلى المشهد السياسي.










