وجه الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد تحذيرًا عاجلاً للمدنيين الفلسطينيين في مناطق واسعة من شمال قطاع غزة، شمل مدينة غزة ومنطقة جباليا، مطالبًا إياهم بالإخلاء الفوري والتوجه جنوبًا إلى منطقة المواصي تجنبًا لعمليات عسكرية وصفها بأنها “شديدة الكثافة” ومتصاعدة.
دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان نُشر على منصة “إكس” سكان أحياء واسعة في شمال القطاع إلى “الإخلاء فورًا” نحو منطقة المواصي، مؤكدًا أن “القوات الإسرائيلية تعمل بقوة شديدة جدًا في هذه المناطق”.
و طلب من جميع السكان في أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام، وتل الزعتر إخلاء المنطقة فورا.
نصح بالتوجه جنوبا إلى منطقة المواصي حفاظا على حياتهم وسلامتهم.
وأكد أدرعي أن “هذه الأعمال العسكرية سوف تتصاعد وستشتد وستمتد غربًا إلى مركز المدينة لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية”، محذرًا من أن “العودة إلى مناطق القتال تشكل خطرًا مباشرًا على الحياة”.
تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية
أوضح الجيش الإسرائيلي أن الهدف من هذه العمليات هو “تدمير قدرات المنظمات المسلحة وعلى رأسها حماس”، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستشهد تصاعدًا كبيرًا وامتدادًا نحو غرب مدينة غزة.
تأتي هذه التطورات في سياق استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرًا، حيث تشن إسرائيل حربًا مدمرة على القطاع منذ أكتوبر 2023.
الأوضاع الإنسانية المتدهورة
تزامن التحذير الإسرائيلي مع تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث أفادت التقارير بمقتل 20 فلسطينيًا مساء السبت، بينهم 9 أطفال، جراء استهداف الطيران الإسرائيلي لمجموعة من الفلسطينيين قرب مدرسة عبد الفتاح حمود في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
كما أعلنت مصادر طبية عن مقتل 58 فلسطينيًا أغلبهم أطفال ونساء جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يوم السبت وحده. وبحسب آخر الإحصائيات، بلغ عدد الشهداء منذ بداية الحرب 56,331 شخصًا وأكثر من 132,632 مصابًا.
معاناة الأطفال ونقص التغذية
تشهد غزة أزمة إنسانية خانقة تؤثر بشكل خاص على الأطفال، حيث أعلنت حركة حماس أن أكثر من 66 طفلاً فقدوا حياتهم منذ بداية مارس الماضي نتيجة مضاعفات سوء التغذية والمجاعة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن نحو 112 طفلاً يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميًا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري. كما تشير التقارير إلى أن أكثر من 17 ألف طفل انفصلوا عن أسرهم بسبب الحرب.
النزوح المتكرر ومعاناة المدنيين
تواجه منطقة المواصي التي يُطلب من السكان النزوح إليها اكتظاظًا شديدًا وظروفًا إنسانية صعبة، حيث تشهد موجات نزوح متكررة من مناطق مختلفة في القطاع.
وتقول الفلسطينية سماح أبو أرجيلة، إحدى النازحات: “تعبنا من عملية النزوح المتكرر. ننتقل من مكان إلى مكان، ولا يوجد أي مواصلات أو وسيلة نقل”، مضيفة أن “الأطفال خائفون ولا يوجد أي منطقة آمنة في قطاع غزة”










