نفى المجلس العسكري في محافظة السويداء الأنباء التي تحدثت عن دخول مجموعات مسلحة من العشائر إلى داخل مدينة السويداء، مؤكداً في بيان رسمي أن “الاشتباكات لا تزال دائرة في الريف الشمالي والغربي من المحافظة”، وأنه لم تُسجل أي حالات توغل داخل مركز المدينة حتى الآن.
ورغم نفي المجلس، أكدت مصادر ميدانية أن مجموعات مسلحة من العشائر، إلى جانب عناصر من قوات الشرع، قد توغلت عصر اليوم في عدة قرى بريف السويداء الشمالي والغربي، بالتزامن مع انقطاع شبه كامل في شبكات الإنترنت والهاتف في عدد من المناطق، واستمرار انقطاع الكهرباء لليوم الرابع على التوالي، مما ساهم في تعميق الكارثة الإنسانية التي تعيشها المحافظة، خصوصاً مع خروج مشفى السويداء الوطني عن الخدمة بشكل كامل.
ووفق مصادر محلية، دخلت المجموعات المسلحة عبر حواجز تابعة للحكومة السورية، قادمة من قرية الصورة الكبيرة على طريق دمشق – السويداء، المغلق منذ خمسة أيام، فيما توغلت مجموعات أخرى من محور بلدة الثعلة في الريف الغربي، مستخدمة سيارات دفع رباعي ودراجات نارية، ونفذت عمليات قصف باستخدام قذائف الهاون.
المهاجمون اقتحموا قرى منكوبة نتيجة الأحداث الأخيرة، وأضرموا النيران في ما تبقى من المنازل، بالتوازي مع اشتباكات متفرقة اندلعت في الريفين الشمالي والغربي، وسط حالة من الذعر بين المدنيين ونزوح داخلي متواصل.
وفي تطور لافت، أفادت تقارير إعلامية بتحليق طائرات مسيرة إسرائيلية في أجواء المنطقة الجنوبية، ما زاد من حالة التوتر والقلق في أوساط السكان.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه السويداء أوضاعاً إنسانية متدهورة، مع شح حاد في المواد الغذائية وانعدام الخدمات الأساسية، ما دفع العديد من المرجعيات الدينية والمدنية والناشطين إلى المطالبة صباح اليوم بإعلان المحافظة “منطقة منكوبة”، خاصة بعد انسحاب معظم القوات الحكومية من مواقعها داخل المحافظة.
الهجوم الأخير جاء بعد ساعات من اندلاع اشتباكات في محيط حي العشائر البدوية في مدينة شهبا وقرية ريمة اللحف، ما أسفر عن سقوط ضحايا ونزوح عدد من السكان نحو ريف درعا الشرقي، في ظل أجواء مشحونة تشهدها المحافظة عقب سلسلة من الأحداث الدامية خلال الأيام الماضية.
ويحذر مراقبون من أن استمرار التصعيد العسكري، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية والخدمات، ينذر بانزلاق السويداء نحو أزمة إنسانية شاملة قد يصعب احتواؤها دون تدخل دولي عاجل.










