كشفت صحيفة “إل بوست” الإيطالية عن مشاركة جنود تابعين الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر في تدريبات عسكرية تقيمها وزارة الدفاع الإيطالية داخل قواعد عسكرية على الأراضي الإيطالية، رغم أن روما لا تعترف رسميا إلا بحكومة طرابلس، وتصف حكومة أسامة حماد في شرق ليبيا بأنها “غير شرعية”.
تدريب سري رغم المواقف الرسمية
وفقا للتقرير، أقيمت الدورات في قواعد عسكرية منها مركز تدريب القفز المظلي في بيزا وثكنات بيسانو في قاعدة كابو تيولادا بجزيرة سردينيا، كما ظهرت صور أخرى للجنود الليبيين في مطار سان جيوستو العسكري في بيزا.
ورصدت الصحيفة صورا نشرها الجنود أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر بطاقات صعود للطائرات وشهادات تدريب رسمية، بينها شهادة في القفز المظلي موقعة من العقيد أنطونيو داغوستينو، مدير مركز تدريب القفز الإيطالي.
مصادر داخل وزارة الدفاع الإيطالية أكدت وجود هذا البرنامج التدريبي، لكنها أوضحت أنه “غير معلن”، في ما يبدو محاولة من الحكومة الإيطالية للحفاظ على علاقاتها مع الجانبين المتنازعين في ليبيا – حكومة طرابلس المعترف بها دوليا، وقوات حفتر التي تسيطر على شرق البلاد.
“الصاعقة” واللواء 155: مشاركة قوات خاصة
وبحسب تحقيق مشترك أجرته الصحيفة بالتعاون مع حساب عسكري متخصص على إنستغرام يدعى Streaking Delilah، فإن الجنود الليبيين المنخرطين في التدريبات ينتمون إلى وحدة النخبة المعروفة باسم “الصاعقة”، واللواء 155 التابعين للقيادة العامة في شرق ليبيا. وقد ظهرت شعاراتهم في مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت، إلى جانب صور تظهر رفع علم نادي النصر الرياضي من بنغازي، ما يربط الجنود المشاركين بالمنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة حفتر.
خلفيات سياسية معقدة
التقرير أثار جدلا واسعا، خاصة أن الواقعة تأتي بعد أقل من عام على تعرض وزير الداخلية الإيطالي لموقف محرج في بنغازي أثناء زيارة رسمية، إذ رفضت قوات تابعة لحفتر السماح له بمواصلة جدول زيارته، في مؤشر على توتر العلاقات بين الجانبين.
ورغم هذا، يبدو أن إيطاليا تسعى لسياسة “الاحتواء الهادئ” في الملف الليبي، وتفضل التعامل مع حفتر عمليا ولو بعيدا عن الأطر الرسمية، ربما لتأمين مصالحها الاستراتيجية في الطاقة والهجرة والأمن الإقليمي.
انتقادات محتملة وصمت حكومي
حتى الآن، لم تصدر الحكومة الإيطالية أي بيان رسمي للتعليق على المعلومات التي نشرتها “إل بوست”، لكن من المتوقع أن تثير هذه التسريبات تساؤلات داخل البرلمان الإيطالي وأوساط السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وغياب مسار سياسي حقيقي لإنهاء الانقسام الليبي.










