شهدت عدة مصانع تابعة لشركات السكر الحكومية في مصر موجة جديدة من الاحتجاجات العمالية خلال الأيام الماضية، في ظل مطالب بزيادة الأجور وتحسين الأوضاع المعيشية، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وارتفاع معدلات التضخم.
تصعيد في الحوامدية
عاد التصعيد العمالي يوم الاثنين 8 سبتمبر في مجمع سكر الحوامدية بمحافظة الجيزة، حيث نظم عمال مصنع الكيماويات وقفة احتجاجية، وانضم إليهم قطاع النقل في إضراب جزئي لساعات، قبل أن ينهوا تحركهم بعد وعود من الإدارة بتنفيذ المطالب في أكتوبر 2025.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من إنهاء عمال مصنع المعدات في المجمع نفسه إضرابهم الذي بدأ السبت، تحت ضغوط شملت تهديدات بالفصل وإبلاغ الأمن الوطني.
إضرابات ممتدة في الصعيد
بالتوازي، يواصل عمال مصانع السكر في إدفو وكوم أمبو بمحافظة أسوان، ودشنا بمحافظة قنا إضرابهم المفتوح الذي بدأ قبل 18 يومًا، للمطالبة بزيادة الرواتب، رغم تهديدات إدارة مصنع سكر دشنا بمعاقبة العمال بدعوى أن الإضراب غير قانوني.
وكانت شرارة الاحتجاجات قد اندلعت في مصنعي إدفو وكوم أمبو أوائل سبتمبر، قبل أن ينضم إليهما لاحقًا مصنع أرمنت بالأقصر ومصنع دشنا بقنا، ثم امتدت إلى مصنع المعدات بمجمع الحوامدية يوم السبت الماضي.
أزمة اقتصادية وتحديات إنتاجية
تأتي هذه التحركات في ظل أزمة اقتصادية حادة، مع ارتفاع معدل التضخم إلى نحو 30-40% في عام 2025، وزيادة تكاليف المعيشة بعد تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.
كما تواجه مصانع السكر أزمات إنتاجية، أبرزها تراجع توريد القصب بسبب اتجاه المزارعين لبيعه للعصارات الخاصة التي تدفع أسعارًا أعلى، كما حدث في مصنع أبو قرقاص عام 2024.
وتتصاعد مخاوف العمال من إغلاق تدريجي لمصانع القصب لصالح مصانع البنجر الأكثر كفاءة، مما يهدد آلاف الوظائف في الصعيد.










