في خطوة غير مسبوقة تعكس تطور أدوات الحرب الاستخباراتية، أطلق جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني “MI6” يوم الجمعة موقعا إلكترونيا جديدا على شبكة الإنترنت المظلم، بهدف إنشاء قناة آمنة لتجنيد جواسيس، وتلقي معلومات من مصادر في جميع أنحاء العالم.
“البريد الصامت”.. قناة سرية للتواصل
الموقع، الذي أطلق عليه اسم “البريد الصامت” (Silent Mail)، يعد منصة رقمية مشفرة تتيح لأي شخص يمتلك معلومات سرية أو حساسة تتعلق بالإرهاب، أو أنشطة استخباراتية معادية، أو تهديدات للأمن القومي، التواصل مباشرة مع المملكة المتحدة دون الكشف عن هويته.
وقال جهاز “MI6” في بيان رسمي إن الموقع الجديد يوفر وسيلة “آمنة وسرية تماما” للاتصال، مضيفا:”في عالم يزداد تعقيدا، نحتاج إلى أدوات حديثة لتجنيد العقول التي يمكن أن تحدث فرقا”.
رسالة مفتوحة من رئيس MI6
خلال إطلاق الموقع، وجه ريتشارد مور، رئيس “MI6” المنتهية ولايته، رسالة إلى الجواسيس المحتملين قائلا:
“بابنا الافتراضي مفتوح لكم”.
وأضاف أن التقنية أصبحت شريكا أساسيا في عمل الاستخبارات، وأن الأشخاص الذين يشعرون أن بإمكانهم المساعدة في حماية العالم “لديهم الآن وسيلة آمنة لفعل ذلك”.
تعليمات أمنية صارمة للمستخدمين
قدم الجهاز تعليمات دقيقة للراغبين في التواصل عبر الموقع، شملت استخدام متصفح Tor للدخول إلى الإنترنت المظلم، وعدم استخدام أي جهاز أو بريد إلكتروني يمكن ربطه بهوية الشخص.
وفي حال حظر “تور”، ينصح باستخدام شبكات VPN لحماية الاتصال.
وتهدف هذه التوجيهات إلى حماية المتصلين من تعقب السلطات أو الأجهزة المعادية، خصوصا في الدول ذات الرقابة الصارمة.
دعم حكومي واسع
أشادت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر بالمبادرة، معتبرة إياها ضرورة في ظل تصاعد التهديدات الجيوسياسية. وقالت:
“مع تغير العالم وتزايد التهديدات، يجب أن تظل المملكة المتحدة دائما متقدمة على خصومها”.
“نعزز جهود جهاز الاستخبارات الخارجية الآن بأحدث التقنيات لتجنيد جواسيس جدد حول العالم لصالح المملكة المتحدة”.
سابقة في تاريخ الاستخبارات
يعد إطلاق موقع على الإنترنت المظلم لتجنيد الجواسيس خطوة جريئة وغير مسبوقة في تاريخ الاستخبارات الغربية، ما يشير إلى مدى تطور طبيعة التهديدات، وضرورة التحول إلى أدوات رقمية أكثر تطورا وسرية.
وقد سبقت بعض الأجهزة الاستخباراتية مثل CIA الأمريكية في تجربة مواقع مماثلة، لكن اعتماد MI6 لهذه الآلية رسميا يفتح الباب أمام موجة جديدة من التجسس الرقمي والاستخبارات المفتوحة المصدر.










