أعلنت شبكة أطباء السودان عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 19 آخرين، بينهم 7 أطفال وامرأة حامل، جراء قصف مدفعي متعمد شنه قوات الدعم السريع على أحياء مدينة الفاشر فجر اليوم. وأكدت الشبكة أن الهجوم استهدف المناطق السكنية في المدينة، مشيرة إلى أن الهجمات تأتي في سياق تصعيد مستمر لأعمال العنف في الإقليم.
شبكة أطباء السودان: جريمة حرب مكتملة الأركان
في بيان لها، طالبت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف الهجمات على المدنيين، مؤكدة أن ما يحدث في الفاشر يعد “جريمة حرب مكتملة الأركان”، واستهدافًا ممنهجًا للحياة المدنية في المدينة. ودعت الشبكة إلى التحرك العاجل لحماية السكان المدنيين وإجراء تحقيقات في هذه الهجمات.
استخدام أسلحة محظورة دوليًا
من جهة أخرى، كشف مسؤول الإعلام في حكومة إقليم دارفور الموالية للجيش السوداني عن استخدام قوات الدعم السريع لأسلحة محظورة دوليًا خلال هجوم شنه على المدينة بطائرات مسيرة. وأوضح المسؤول أن فرق الرصد الميداني عثرت على رؤوس قذائف تنبعث منها غازات وروائح مجهولة، وهو ما أثار مخاوف من استخدام مواد غير تقليدية في الهجوم، ما يتطلب التحقيق في طبيعة الأسلحة المستعملة.
وقال المسؤول إن عددًا من المصابين ظهرت عليهم أعراض مرضية وتشنجات عصبية، ما يعزز الشكوك حول استخدام أسلحة محظورة، مؤكدًا أن هذا يفاقم المخاوف بشأن الأثر الصحي الخطير لهذه الأسلحة على السكان.
دعوات للتحقيق الدولي
دعا المسؤول السلطات المحلية إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف بشأن نوعية الذخائر المستخدمة في الهجمات على الفاشر. كما ناشد المجتمع الدولي بالتدخل العاجل في وقف الهجمات وتوفير الدعم الضروري لتخفيف معاناة السكان المدنيين.
معارك مستمرة وتأثيرها على المدنيين
على الصعيد العسكري، ما زالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني تواجه معارك مستمرة داخل مدينة الفاشر مع قوات الدعم السريع. وتشير التقارير إلى أن المواقع العسكرية والأحياء السكنية تتعرض لقصف مدفعي متكرر من قبل قوات الدعم السريع باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، ما يزيد من تعقيد الوضع الميداني والإنساني.
وتُظهر هذه التطورات التدهور المستمر في الوضع الأمني في مدينة الفاشر، حيث يعيش المدنيون في حالة من الرعب المستمر، في وقت تسود فيه حالة من الشلل الطبي بسبب الهجمات المستمرة على المنشآت الصحية والمرافق الحيوية.
الآفاق الإنسانية والميدانية
في ظل استمرار الاشتباكات في مناطق مكتظة بالسكان، يتفاقم الوضع الإنساني، حيث يصعب على المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة بسبب التهديدات الأمنية المستمرة. كما يُتوقع أن تزداد الضغوط على الجيش السوداني في معركة الفاشر، وسط مطالبات متزايدة بوقف إطلاق النار وتقديم الدعم العاجل للمواطنين.
وفي الختام، تشهد مدينة الفاشر تصعيدًا خطيرًا في النزاع، ما يتطلب تحركًا عاجلًا من قبل المجتمع الدولي لإيقاف هذه الهجمات، وتقديم الدعم للسكان المدنيين الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في المنطقة.










