ظلت الفاشر تحتل صدارة الأخبار على مدى أكثر من عام ونصف.. سطرت ملاحم البطولة التي لن ينساها التاريخ.. عسكريا و شعبيا و اعلاميا.. الذي تعرضت له وفاق كل الخيال.. ليس الترويع و استهداف المدنيين فحسب بل استخدام الجوع سلاحا ضد المواطن الأعزل البسيط..
يبقى السؤال، ما الهدف من ذلك؟
لماذا الفاشر؟
لا أقصد الحيثيات العسكرية أو السياسية أو حتى المجتمعية.. بل الثمن الذي من أجله شُرد ملايين المواطنين الآمنين من بيوتهم و أعمالهم.. وتفرق شمل الأسر.. و أريقت دماء الأبرياء العزل.. وأزهقت أرواح الأطفال والنساء والشيوخ.. من أجل ماذا؟
مجلس الأمن أصدر قرارا واضحا لفك حصار الفاشر قبل عدة أشهر.. الأمين العام للأمم المتحدة وجه أكثر من نداء .. عشرات الدول والمنظمات ظلت تطالب بفك أسر الفاشر وحمايتها و مواطنيها من القتل والدمار.. ولم تستجب قوات التمرد وواصلت الليل والنهار في قصف بالمدافع الثقيلة والمسيرات التي تحلق في الأجواء على مدار اليوم.. لا تترك مرفقا حيويا أو حتى عربات “الكارو” الا واستهدفته..
من أجل ماذا؟
كانت قوات التمرد تبسط سيطرتها على غالبية ولاية الخرطوم بمقارها الرئاسية السيادية والوزارية كافة.. وتمددت الى ولايات أخرى مثل الجزيرة و سنار وأطراف النيل الأزرق والنيل الأبيض وبعضا من نهر النيل.. وظلت تحكم قبضتها على هذه المناطق الشاسعة قرابة العامين.. فما الذي انجزته؟
سجل وقوائم طويلة لا تنتهي من الانتهاكات والقتل والتدمير لكل البنى التحتية والفوقية.. حتى كابلات الكهرباء نزعت من جوف الأرض و حطمت محولات الكهرباء ومرافق المياه والمستشفيات والمؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات .. بل حتى المساجد لم تستثن من الدمار والتعطيل عن مهامها الدينية.
فما الذي تحقق من كل ذلك؟
لا شيء.. سوى حطام الوطن الذي خلفته قوات التمرد قبل أن تُطرد من هذه الولايات وتنقل المعارك إلى إقليمي دارفور وكردفان..
تدمير الفاشر لن يحقق نصرا.. حتى ولو سويت بالأرض.. تماما كما دمرت مدن أخرى كثيرا بما فيها العاصمة .. ولم يحقق ذلك نصرا أو امساكا بالسلطة و السيطرة على البلاد.
واجبنا جميعا الآن أن نعمل بكل جد لإنهاء هذه الحرب كليا .. واجتثاث جذورها لتكون آخر أحزان الوطن المكلوم.
من الحكمة أن نعمل لإغلاق دفاتر الحـ؛رب قبل نهاية عام 2025. ليكون العام الجديد .. جديدا وسعيدا على السودان وأهله.










