أصدر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بقيادة عبد الله حمدوك، بيانا سياسيا شاملا حول تطورات الأوضاع في السودان، حذر فيه من المنعطف الخطير الذي وصلت إليه حرب 15 أبريل، واصفا إياها بـ”الحرب الإجرامية” التي تمزق البلاد وتدمر مقدراتها وتخلف واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم.
وأكد التحالف في بيانه أن استمرار الحرب يمثل خطرا وجوديا على السودان كوطن ودولة، حيث أدى إلى تفكك النسيج الاجتماعي وتعقيد فرص العيش السلمي المشترك، مشددا على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الوطنية، وأن الحل السلمي المتفاوض عليه هو المخرج الوحيد من الوضع الراهن الذي أرهق السودانيين في كل مناحي الحياة.
تقدير لخارطة طريق الرباعية
أعرب التحالف عن تقديره لخارطة الطريق المقترحة في بيان دول الرباعية الصادر في 12 سبتمبر 2025، وما تبعها من اجتماعات في واشنطن، مؤكدا أنها تعبر عن تطلعات قطاعات واسعة من الشعب السوداني وتمثل “الفرصة الأكثر حظا لإسكات أصوات البنادق في البلاد”.
ودعا التحالف قيادتي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى القبول الفوري وغير المشروط بمقترح الهدنة الإنسانية المطروح من قبل الرباعية، والتوقيع عليه دون تأخير لتمهيد الطريق أمام تنفيذ بنوده وصولا إلى حل شامل وعادل للأزمة الوطنية.
خطوات عملية وميدانية
وأشار البيان إلى أن هيئات التحالف التنفيذية والسياسية عقدت اجتماعات طارئة لدراسة الوضع الراهن وبلورة خطة تحرك عاجلة، خلصت إلى خمسة محاور أساسية:
تكثيف الاتصالات مع طرفي النزاع لحثهما على إقرار هدنة إنسانية شاملة تشمل فتح الممرات وتسهيل إيصال المساعدات وحماية المدنيين.
حشد جهود السودانيين داخل وخارج البلاد لتفعيل العمل الجماهيري الرافض للحرب والداعي للسلام العادل والدائم.
تعزيز التواصل مع المنظمات الإنسانية الدولية لضمان توفير وتوصيل المساعدات ودعم عمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة لتوثيق الانتهاكات.
ابتعاث وفود دبلوماسية للقاء الفاعلين الإقليميين والدوليين وطرح تصورات عملية لتسريع جهود السلام وفق خارطة الطريق.
إطلاق حملات إعلامية لمحاصرة خطاب الكراهية والحرب والتضليل، وبث رسائل تدعو للسلام والوحدة والتحول المدني الديمقراطي.
نداء وطني لإنهاء الحرب
واختتم التحالف بيانه بالتأكيد على أنه لن يدخر جهدا لوقف نزيف الدماء وتحقيق السلام العادل والدائم ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، موجها نداء صادقا لكل مكونات الشعب وقواه الحية للعمل سويا لرفض الحرب وإنهائها، وجعلها “آخر مآسي السودان التي طال أمدها”.










