أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه “حسم إلى حد ما” خطواته المقبلة تجاه فنزويلا، في وقت تستعد فيه القوات المسلحة الأمريكية لتنفيذ عمليات عسكرية محتملة ضد الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية، وسط تكتم استراتيجي من الإدارة.
وقال ترامب لشبكة “سي بي إس” على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى منتجعه في مار إيه لاغو بولاية فلوريدا: “لقد قررت إلى حد ما الخطوات التالية التي ستتخذها الإدارة في فنزويلا، لكن لا أستطيع أن أخبركم بما ستكون عليه”.
استعدادات عسكرية أمريكية
وفق صحيفة واشنطن بوست، تنتظر القوات الأمريكية في المنطقة أوامر الهجوم بعد أيام من مناقشات رفيعة المستوى حول إمكانية تنفيذ ضربات على فنزويلا وسبل القيام بها.
وامتدت الاجتماعات الأمنية العليا على مدى ثلاثة أيام بمشاركة كبار المسؤولين، من بينهم نائب الرئيس جيه. دي. فانس، وزير الدفاع الجديد بيت هيجسيث، قائد القوات المسلحة الجنرال دان كين، وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب رئيس الأركان ستيفن ميلر.
وقدم المسؤولون العسكريون لترامب سيناريوهات محتملة لشن ضربات داخل الأراضي الفنزويلية “في الأيام المقبلة”، مع حرص الإدارة على إبقاء النوايا غامضة لتجنب تحذير الخصوم. وفي الوقت نفسه، لم يتلق حلفاء الولايات المتحدة أي معلومات دقيقة عن نوايا واشنطن.
نظام مادورو في مرمى النيران
تتهم إدارة ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالتعاون مع عصابات مسلحة تتاجر بالمخدرات إلى الولايات المتحدة، وهو ما ينفيه مادورو. وخصصت واشنطن مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وخلال الشهرين الماضيين، شن الجيش الأمريكي ضربات على 21 سفينة مزعومًا أنها تحمل مخدرات، ما أسفر عن مقتل نحو 80 شخصًا. ومع ذلك، أعربت دول أوروبية حليفة لأمريكا اللاتينية عن عدم رؤية أي دليل ملموس يربط مادورو مباشرةً بعصابات المخدرات.
انتقادات دولية
أثارت الضربات الأمريكية على السفن في البحر الكاريبي انتقادات دولية. بريطانيا علقت تبادل المعلومات مع واشنطن بشأن هذه السفن، بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن هذه الضربات “تنتهك القانون الدولي وقانون البحار”. وأبدت كولومبيا والمكسيك مخاوفها وطلبت ضمانات بعدم تعرض السفن بالقرب من مياهها الإقليمية للهجوم.
تعزيز القوة الأمريكية في المنطقة
دخَلت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس جيرالد ر. فورد وقوتها الضاربة منطقة مسؤولية قيادة أمريكا الجنوبية، لتعزيز أسطول يضم نحو 15 ألف جندي أمريكي في المنطقة، وهو وجود غير مسبوق في زمن السلم. وقد درس طيارو المقاتلات الأمريكية قدرات فنزويلا المضادة للطائرات، مع احتمال مشاركة قوة دلتا النخبوية في مهام خاصة.
الاستجابة الفنزويلية
ردًا على التحركات الأمريكية، أعلنت وزارة الدفاع الفنزويلية تعبئة نحو 200 ألف جندي من الجيش والقوات الجوية والبحرية للدفاع عن البلاد، مع تركيز الدفاعات بشكل أساسي على حماية العاصمة ونظام مادورو.
الأبعاد القانونية والسياسية
أثارت الحجة القانونية لتوسيع نطاق العمل العسكري توترًا في الكونغرس، حيث حاول البيت الأبيض ربط الحرب على المخدرات بأحكام قوانين الحرب، مع تشبيه المخدرات بـ”الأسلحة الكيميائية”. ورفض خبراء قانونيون هذا التبرير، معتبرين أن الاتجار بالمخدرات جريمة جنائية وليست عسكرية.
وعلى الصعيد السياسي، رغم الدعم الشعبي الكبير لقضايا مكافحة الجريمة المنظمة، يعارض العديد من الديمقراطيين وعدد من الجمهوريين احتمال نشوب صراع عسكري مع فنزويلا، معتبرين أن ذلك يتعارض مع رغبة غالبية الأمريكيين بعدم التورط في صراعات جديدة بالخارج.










