أزمة الغذاء في مصر: استهلاك اللحوم الحمراء يتراجع 50% في 4 سنوات ليصبح “أقل من ربع” المتوسط العالمي
كشفت إحصائيات حديثة لمركز “بصيرة” لأبحاث الرأي العام عن تدهور حاد في استهلاك اللحوم الحمراء في مصر، حيث انخفض نصيب الفرد السنوي إلى حوالي 9 كجم في عام 2022، مقارنة بـ 18 كجم في عام 2018، مسجلا بذلك تراجعا بنسبة 50% خلال أقل من خمس سنوات.
ويضع هذا التراجع مصر في مرتبة متدنية عالميا؛ إذ يقدر متوسط استهلاك اللحوم الحمراء في مصر بنحو 10 كجم للفرد سنويا، وهو ما يمثل أقل من ربع المتوسط العالمي البالغ حوالي 34 كجم.
فجوة بين الواقع والمستوى العالمي
يشير التقرير إلى أن إجمالي استهلاك اللحوم في مصر (الحمراء والبيضاء) وصل إلى حوالي 25 كجم للفرد سنويا في عام 2022، وهو رقم يظل أقل من 60% من المتوسط العالمي لاستهلاك اللحوم البالغ 41.9 كجم سنويا.
ورغم ارتفاع طفيف في استهلاك الدواجن (اللحوم البيضاء) التي تمثل الجزء الأكبر من الاستهلاك (نحو 21.5 كجم)، إلا أن هذه الزيادة لم تستطع تعويض النقص الحاد في اللحوم الحمراء.
الأسعار والتضخم وراء الأزمة
تعود الأسباب الرئيسية لهذا الانخفاض الملحوظ إلى عاملين أساسيين:
ارتفاع الأسعار الجنوني: حيث وصل سعر الكيلو جرام من اللحوم الحمراء حاليا إلى نحو 400 جنيه، مقارنة بـ 35 جنيها فقط في عام 2005.
تآكل القدرة الشرائية: أجبر التضخم والأزمة الاقتصادية الأسر المصرية على اللجوء إلى بدائل أرخص وأقل جودة، مثل الكبدة والرئتين والدواجن.
ويؤدي هذا الوضع إلى تفاقم الفجوة الغذائية في مصر، حيث تحتاج البلاد إلى حوالي 1.3 مليون طن من اللحوم سنويا، بينما لا يتجاوز الإنتاج المحلي 800 ألف طن، مما يجعل مصر تعتمد على الاستيراد لتغطية حوالي 40% من احتياجاتها.
تهديد للتغذية السليمة
خلص تقرير “بصيرة” إلى أن استمرار انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء يمثل أزمة غذائية متفاقمة، تهدد التغذية السليمة، خاصة لدى الأطفال والفئات الأكثر ضعفا اقتصاديا، وتزيد من خطر نقص البروتين الحيواني، وتدفعهم نحو استهلاك اللحوم المغشوشة أو غير المضمونة المصدر.
ويستدعي التقرير وضع استراتيجيات عاجلة لزيادة الإنتاج المحلي، ودعم القدرة الشرائية للمواطنين، وضمان جودة اللحوم لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية السليمة في البلاد.










