ملفات إبستين تعود لتربك البيت الأبيض: وترامب في مواجهة جديدة تهدد مصيره السياسي
أثارت الوثائق الجديدة حول قضية جيفري إبستين جدلاً واسعًا في واشنطن، حيث يواجه الرئيس دونالد ترامب اتهامات بالعلم بتجارة الجنس التي كان يقوم بها إبستين، وسط انقسامات داخل الحزب الجمهوري وضغوط على البيت الأبيض لمنع كشف الملفات بالكامل. قراءة شاملة لأبرز التطورات وتأثيرها على السياسة الأميركية
واشنطن – عاد اسم جيفري إبستين إلى الواجهة الإعلامية في توقيت بالغ الحساسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد نشر الديمقراطيين في مجلس النواب مجموعة جديدة من الوثائق التي تشير إلى أن ترامب كان “على علم بالفتيات” اللواتي كان إبستين يعتدي عليهن، وفق أقوال الملياردير المدان الراحل.
تأتي هذه التطورات بعد أسبوع صعب للرئيس ترامب، شهد خسائر انتخابية لحزبه الجمهوري، وتشكيك المحكمة العليا في سياساته الجمركية المفضلة، واستمرار الخلافات الداخلية بشأن اتهامات بمعاداة السامية. وكان البيت الأبيض يأمل في الاستفادة من انتهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يومًا كإنجاز سياسي.
رد فعل البيت الأبيض والجمهوريين
أثار نشر الوثائق الجديدة حالة من الارتباك داخل الإدارة الأمريكية. وشن الرئيس ترامب هجومًا حادًا على الجمهوريين الذين يدعمون التعاون مع الديمقراطيين لطرح تصويت في مجلس النواب لإلزام وزارة العدل بالكشف عن ملفات إبستين، واصفًا الأمر بأنه “خدعة ديمقراطية لصرف الانتباه عن إخفاقات الإغلاق الحكومي”.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن القضية “حملة تشتيت يقودها الديمقراطيون ووسائل الإعلام الليبرالية”، مؤكدة أن الأسئلة حول إبستين تحل محل الاهتمام بإعادة فتح الحكومة.
وفي المقابل، أكد مسؤولون داخل الإدارة، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن هذه اللحظة ليست كارثية، وأنهم معتادون على المفاجآت اليومية في البيت الأبيض. واعتبروا نشر الوثائق الجديدة “أمرًا مزعجًا لا أكثر”، مؤكدين أن الرئيس ترامب تعامل مع أزمات أكبر، بما في ذلك محاكمته ومحاولة اغتياله السابقة.
تفاقم الانقسامات داخل الحزب الجمهوري
القضية أعادت فتح الانقسامات داخل الحزب الجمهوري، حيث أعلن النائبان الديمقراطيان رو خانّا وتوماس ماسي أنهما يتوقعان أن ينضم 40 إلى 50 نائبًا جمهوريًا إلى الديمقراطيين لدعم مشروع القانون الذي يطالب بالكشف عن الملفات بالكامل. ويواجه البيت الأبيض ضغوطًا لمنع بعض أعضاء حزبه، خاصة ثلاث نائبات جمهوريات، من التوقيع على العريضة.
وتشير مصادر مقربة من ترامب إلى أن هناك من يسعى لاستغلال الضجة حول إبستين لتحقيق مكاسب سياسية، رغم أن الاستطلاعات تظهر ثبات شعبيته بين القاعدة المحافظة، وأن الملف لم يؤثر بشكل كبير على موقفه لدى الرأي العام المحافظ.
تحديات أخرى للرئيس فى ظل الأزمة
يواجه ترامب في الوقت نفسه مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية:
• حالة من الاستياء الشعبي بسبب عدم تحسن الأوضاع المالية للمواطنين.
• أجندة خارجية معرضة للتأثر بالنزاعات الدولية.
• انقسامات داخل حزبه حول مقابلة الإعلامي تاكر كارلسون مع منكر للمحرقة اليهودية ودفاع مؤسسة “هيريتيج” المحافظة عنه.
وبينما يسعى بعض الجمهوريين لإجبار وزارة العدل على الكشف عن كافة المعلومات المتعلقة بإبستين وشريكته غيسلين ماكسويل، التي تقضي حاليًا 20 عامًا في السجن، يحاول البيت الأبيض منع ذلك من خلال ضغوط مباشرة على أعضاء حزبه.
في الوقت ذاته، حذر الناشطون اليمينيون من أن فضائح إبستين قد “تستهلك” رئاسة ترامب، معتبرين أن الهدف ليس إدانته بل استخدام القضية كأداة سياسية لإضعاف نفوذه.










