موسكو – كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال جلسة “الحكومة” في مجلس الاتحاد، عن وجود تفاهم بين موسكو وواشنطن لمواصلة جهود إنهاء الصراع في أوكرانيا، منتقداً بشدة محاولات الاتحاد الأوروبي لعرقلة الحل الدبلوماسي.
الإشادة بترامب ومقترحات التسوية
أكد لافروف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو “الزعيم الغربي الوحيد الذي بدأ، فور دخوله البيت الأبيض في يناير، في إظهار فهمه للأسباب التي جعلت الحرب في أوكرانيا أمراً لا مفر منه.”
وفيما يتعلق بالمفاوضات، أشار لافروف إلى أن المقترحات التي قدمها المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو تتضمن ضرورة ضمان حقوق الأقليات القومية والحريات الدينية في أوكرانيا.
تأتي هذه التصريحات بعد أن استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي في الكرملين كلاً من ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب، حيث استغرقت المناقشات حول جوهر مبادرة السلام الأمريكية نحو خمس ساعات دون التوصل إلى حل وسط نهائي بعد.
وأوضح بوتين لاحقاً أن واشنطن قسّمت نقاط الخطة الأصلية (البالغة 27 نقطة) إلى أربع حزم، مقترحاً مناقشتها بشكل منفصل، مشيراً إلى أن “هناك مسائل لم توافق عليها موسكو”.
لافروف يتهم الاتحاد الأوروبي بـ “الخداع” و”عرقلة الحل”
وجه لافروف انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بـ “خدع نفسه بالاعتقاد بإمكانية هزيمة روسيا”، ومشيراً إلى أن الدول الأوروبية “استثمرت كل رصيدها السياسي في الحرب مع روسيا، مستخدمين أرواح المواطنين الأوكرانيين”.
واتهم لافروف بروكسل بعرقلة عملية الحل الدبلوماسي بشكل مصطنع، مضيفاً أن هذا الموقف مدفوع باعتبارات مالية:”لا يملكون مصدراً آخر للتمويل سوى نهب روسيا والاستيلاء على احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والتجاري.”
كما أكد لافروف أن موسكو لا تنوي خوض حرب مع أوروبا، لكنها سترد بالمقابل على أي “خطوات عدائية”، بما في ذلك نشر وحدات عسكرية أوروبية في أوكرانيا أو مصادرة الأصول الروسية.
كييف ترفض التنازلات الحدودية
في المقابل، سافر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين إلى بريطانيا لمناقشة المقترح الأمريكي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز.
ووفقاً لوسائل الإعلام الأوكرانية، فقد رفض زيلينسكي مجدداً، عقب الاجتماع، تقديم أي تنازلات بشأن “القضية الحدودية”.
