شبح الإخوان” يطارد قيادة الإسلاميين الجديدة في إيطاليا.. مَن هو “ياسين براداي” ولماذا يثير القلق؟
فجرت صحيفة الإيطالية جدلاً واسعاً تحت عنوان عريض: “شبح الإخوان المسلمين يُلقي بظلاله على زعيم الإسلاميين”، وذلك عقب انتخاب ياسين براداي رئيساً لاتحاد المجتمعات والمنظمات الإسلامية (UCOII)، المؤسسة الأضخم التي تدير مئات المساجد في إيطاليا.
وتحت عنوان “شبح الإخوان المسلمين يُلقي بظلاله على زعيم الإسلاميين الإيطاليين”، فجرت صحيفة “إل تيمبو” (Il Tempo) الإيطالية، في عددها الصادر اليوم، موجة من الجدل السياسي والإعلامي، عقب انتخاب الإمام ياسين براداي رئيساً جديداً لـ “اتحاد المجتمعات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا” (UCOII)، وهي المؤسسة الأكبر التي تدير مئات المساجد والمراكز الثقافية في البلاد.
براداي.. اتهامات بـ “ازدواجية الخطاب”
يسلط المقال الضوء على خلفية براداي (39 عاماً)، الإيطالي من أصل مغربي والناشط السابق في الأوساط اليسارية ببياتشنزا، متهماً إياه بالارتباط بمنظمة “الإغاثة الإسلامية” (Islamic Relief). وتُصنف هذه المنظمة في عدة دول غربية (مثل الولايات المتحدة وألمانيا) ككيان قريب من فكر جماعة الإخوان المسلمين، وتواجه قيوداً صارمة بسبب اتهامات تتعلق بتمويل الإسلام السياسي وصلات مفترضة بحركة حماس.
“الذراع العملياتي للإخوان”
وفي تصريح حاد، وصفت آنا ماريا سيسينت، عضوة البرلمان الأوروبي عن حزب “الرابطة” اليميني، منظمة UCOII بأنها “الذراع العملياتي لجماعة الإخوان المسلمين في إيطاليا”. وأكدت سيسينت أن تغيير الرؤوس (من ياسين لفرام إلى براداي) لم يغير من طبيعة المنظمة التي تعتبرها شبكة مهيكلة لنشر فكر الجماعة عبر المساجد والفعاليات الإنسانية، معتمدة على تمويلات خارجية ضخمة، غالباً ما تأتي من “قطر الخيرية” (والتي قُدرت بأكثر من 30 مليون يورو في السنوات الأخيرة).
سجل “الإغاثة الإسلامية” تحت المجهر
أعاد التقرير التذكير بسجل منظمة “الإغاثة الإسلامية” المثير للجدل، مستشهداً بـ:
يناير 2021: قطع الخارجية الأمريكية علاقتها بالمنظمة بتهمة نشر معاداة السامية.
نوفمبر 2020: إنهاء السلطات الألمانية مشاريعها مع المنظمة لوجود “علاقات وثيقة” بجماعة الإخوان.
إسرائيل والإمارات: تصنيف المنظمة ككيان غير قانوني أو إرهابي بسبب اتهامات بتحويل أموال لجهات محظورة.
تغلغل ناعم وتقارير استخباراتية
يأتي هذا الجدل بالتزامن مع تقارير استخباراتية فرنسية نُشرت عام 2025، تحذر من استراتيجية “التغلغل التدريجي” للإخوان في أوروبا عبر قطاعات المدارس، الرياضة، والسياسة. وتبرز إيطاليا في هذه التقارير كمركز رئيسي، خاصة مع وجود مؤسسات مثل معهد “بيان” في فيرونا لتدريب الأئمة، الذي يواجه اتهامات بتبني مناهج تتماشى مع أدبيات الجماعة.
دفاع ونفي مستمر
من جانبها، تواصل منظمة UCOII نفي أي صلات رسمية بالتنظيمات الدولية، مدعيةً أنها تمثل “إسلاماً أوروبياً معتدلاً” يهدف لدمج الجاليات المسلمة في النسيج الإيطالي. إلا أن ازدواجية الخطاب المزعومة، وطرد بعض الأئمة مؤخراً (مثل محمد شاهين في تورينو) بتهم التطرف، يعزز من شكوك الأحزاب اليمينية والمراقبين الأمنيين.
يبقى اتحاد (UCOII) الجهة الرئيسية التي تتواصل معها الحكومة الإيطالية بشأن شؤون المسلمين، لكن انتخاب براداي قد يضع هذه العلاقة على المحك في ظل تصاعد الضغوط السياسية المطالبة بتشديد الرقابة على تمويل المساجد ومنابع الفكر المتطرف
من هو ياسين براداي ؟
وُلد ياسين براداي عام 1986، وشغل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية (UCOII) لولايتين سابقتين. وهو إيطالي من أصل مغربي، نشأ في بريانزا، حيث أكمل دراسته الثانوية. ثم انتقل لاحقًا إلى ميلانو، حيث التحق بكلية العلوم السياسية في جامعة ميلانو.
على مدى سنوات، انخرط في تمثيل الجالية الإسلامية الإيطالية، وشغل مناصب قيادية على المستويين المحلي والوطني. وفي دوره في منظمة UCOII، عمل على تعزيز الحوار بين المجتمعات الإسلامية والمجتمع المدني والمؤسسات، وشجع على الحوار والشمولية والمواطنة الفاعلة والاحترام المتبادل.
في عام ٢٠١٤، انتقل إلى بياتشنزا، حيث شغل منصبًا قياديًا في المجتمع المحلي، وعمل على تعزيز الحوار مع الأسقف ومؤسسات المدينة، وتنفيذ مشاريع الاندماج والوقاية. وهو حاليًا عضو في مجلس الضامنين للجالية الإسلامية في بياتشنزا.










