كشف كتاب جديد صدر حديثا في دولة الاحتلال الإسرائيلي عن تفاصيل تنشر للمرة الأولى بشأن الاتصالات التي أفضت لعقد اتفاق تطبيع بين السودان و إسرائيل .
الكتاب حمل عنوان “سلام ترامب.. اتفاقيات التطبيع والانقلاب في الشرق الأوسط” و مؤلفه هو باراك رافيد المراسل السياسي لموقع واللا العبري المقرب من مخابرات الاحتلال .
ذكر الكتاب أن اتصالات السودات مع الاحتلال بدأت في أواخر عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير ، ذي المرجعية الإسلامية ، القريب من جماعة ” الإخوان المسلمون ” ، و الذي وصل للسلطة بانقلاب عسكري نفذه عام 1989 و حكم من وقتها حتى سقط في أبريل 2019 بعد سلسلة احتجاجات شعبية .
و بحسب الكتاب فإن البشير فتح خط اتصال مع ” رونين ليفي ” الذي عمل لسنوات مبعوثا لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها ، إلى إفريقيا.
يقول الكتاب أنه في كانون الثاني/ ديسمبر 2018، و مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام البشير بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية و القمع السياسي ، قرر الأخير القيام بخطوة “يائسة وغير مسبوقة ” ، بالتواصل مع دولة الاحتلال.
و بالفعل أجرى البشير اتصالا هاتفيا بـ ” رونين ليفي ” ، الذي يتحدث العربية باللهجة الفلسطينية، في كانون الثاني/ يناير 2019 و.
و ذكر الكتاب أن المحادثة الهاتفية الأولى بين البشير و ليفي لم تكن طويلة، و تم خلالها تبادل المجاملات و ترتيب قناة الاتصال .
و خلال المكالمة أبلغ البشير ، ليفي ، أن ” صلاح قوش ” مستشاره للأمن القومي ورئيس المخابرات السودانية هو الذي سيتواصل معه .
و تابع الكتاب قائلا أن السودان خلال حكم البشير لم يكن مصنفا بموجب قانونها كدولة معادية، لكن الدولتين لا ترتبطان بعلاقات دبلوماسية، ولسنوات عديدة استضاف السودان قادة حركة حماس، وكان حليفًا عسكريًا وسياسيًا لإيران وحزب الله، و عمل كقاعدة لتهريب الأسلحة لغزة، و استضاف مصنعا ضخما قرب الخرطوم لإنتاج صواريخ بعيدة المدى لحماس والجهاد الإسلامي.
و المعروف أنه بعد سقوط نظام البشير ، استكملت القيادة السودانية الجديدة عملية التواصل مع إسرائيل ، و نتج عن ذلك توقيع اتفاق تطبيع للعلاقات بين السودان و الاحتلال ، في يناير 2021 ، كان من بين اتفاقات التطبيع اللتي عرفت بـ ” معاهدات السلام الإبراهيمي ” التي رعاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب و زوج ابنته جاريد كوشنر ، و وقعتها مع الاحتلال ، كل من الإمارات و المغرب و البحرين .
( المنشر – وكالات )