بدأ دبلوماسيون في واشنطن والأمم المتحدة والشرق الأوسط ومناطق أخرى تقييم خيارات “ماذا بعد” إذا تمكنت إسرائيل من الإطاحة بحركة حماس التي تدير قطاع غزة، والتحديات التي يواجهونها في هذا الصدد ضخمة.
ووصف مصدر أمريكي العملية بأنها لا تزال في “طور طرح الأفكار” بشكل غير رسمي، بحسب رويترز .
كلفة إعادة الإعمار
يتنامى الإدراك لحقيقة أن حجم المساعدات الدولية المطلوب لإعادة إعمار قطاع غزة سيكون مهولا وهي أموال سيكون من شبه المستحيل الحصول عليها من حكومات غربية إذا ظلت حماس الجهة التي تديره.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “نحن نركز على اليوم الحالي. نحتاج أيضا إلى أن نركز على ما بعد ذلك”.
وأشار بلينكن إلى أنه يرى أساس السلام الدائم هو السير في طريق تقام في نهايته دولة فلسطينية، وهو هدف يقاومه منذ فترة طويلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
دروس مستفادة
يقول مسؤولون أمريكيون في محادثات خاصة إنهم ونظراءهم الإسرائيليين تحدثوا عن استخلاص الدروس المستفادة من أخطاء وعثرات وقعت فيها واشنطن في غزوها للعراق وأفغانستان بما شمل الافتقار للإعداد والاستعداد لما تلا ذلك.
ومن بين الخيارات التي ناقشها مسؤولون أمريكيون تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحفظ النظام.
ويمكن أن تشمل مزيجا من دول أوروبية وعربية رغم أن ليس هناك أي حكومة أبدت صراحة استعدادها للمشاركة في مثل تلك القوة.
وطرح بعض المحللين السياسيين أيضا فكرة نشر قوة تدعمها الأمم المتحدة في قطاع غزة، إما على شكل قوة حفظ سلام رسمية تابعة للأمم المتحدة مثل الموجودة على الحدود بين إسرائيل ولبنان أو قوة متعددة الجنسيات بموافقة الأمم المتحدة.
مظلة إقليمية
يقيم خبراء من خارج المنطقة، معروف عن بعضهم درايته بتفكير صناع السياسة الأمريكيين، تصورات عما قد يكون عليه الحال في قطاع غزة بعد الحرب.
ويقول دينيس روس المفاوض السابق لملف الشرق الأوسط ومستشار البيت الأبيض إن في حالة التمكن من تجريد حماس من “سلطتها القوية” ونزع السلاح في قطاع غزة “فإن ذلك قد يفتح الطريق أمام تشكيل إدارة مؤقتة بحكومة تكنوقراط يقودها فلسطينيون يعملون تحت نوع ما من المظلة الدولية أو الإقليمية أو كليهما”.
وقال إن التفاصيل ستتطلب نقاشا معقدا تقوده الولايات المتحدة مع السلطة الفلسطينية وأطراف أخرى كبرى معنية ولها مصالح في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.