قال موقع «أويل برايس» الأمريكي إن اضطراب الإمدادات النفطية من ليبيا، نتيجة إعلان حالة «القوة القاهرة»، يسبب حالة من انعدام اليقين في الأسواق العالمية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية خلال تعاملات بداية الأسبوع.
في تقرير نشره الموقع أمس الثلاثاء، أشار إلى أن وقف الإنتاج النفطي من ليبيا يأتي في سياق نزاع متصاعد بشأن إدارة مصرف ليبيا المركزي والسيطرة على العائدات النفطية الحيوية في البلاد. تصاعد النزاع مؤخراً بعد أن أعلن المجلس الرئاسي، نهاية الأسبوع الماضي، إقالة رئيس المصرف المركزي، الصديق الكبير، وتعيين مجلس إدارة جديد، وهو ما رفضه الكبير وأكد عليه مجلس النواب في الشرق، معتبراً أن قرار المجلس الرئاسي غير نافذ.
الإثنين الماضي، أعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد فرض حالة «القوة القاهرة» على جميع الحقول والموانئ والمؤسسات والمرافق النفطية، مما أدى إلى إيقاف إنتاج وتصدير النفط. جاء ذلك رداً على ما وصفته الحكومة بالاعتداء على موظفي وإدارات المصرف المركزي، الذي تقول إنه تم “بتحريض ومساعدة من المجلس الرئاسي”.
وفي بيان له، أعلن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، عن استمراره في منع تدفق النفط والغاز حتى يعود محافظ مصرف ليبيا المركزي لممارسة مهامه القانونية. في المقابل، أكدت مصادر قريبة من المجلس الرئاسي أن رئيس المجلس، محمد المنفي، منح فرصة أخيرة لحل الأزمة، مشيرة إلى إمكانية إجراء انتخابات شفافة لمحافظ جديد للمصرف المركزي حتى لو كان الصديق الكبير نفسه، وفقاً للمادة 15 من الاتفاق السياسي.
بدأت الحقول النفطية في ليبيا يوم الثلاثاء عملية إغلاق المنشآت، حيث أكد مهندسون توقف الإنتاج في حقل الفيل بجنوب غرب البلاد. كما توقفت أو انخفضت معدلات الإنتاج في العديد من الحقول الأخرى في الشرق والجنوب، مع الاستعداد لوقف الإنتاج تدريجياً في عموم البلاد.
كان الإنتاج النفطي في ليبيا قد استقر عند 1.2 مليون برميل يومياً بعد تعافيه من فترة اضطرابات استمرت بين عامي 2020 و2022. إلا أن الإنتاج تذبذب في الأشهر القليلة الماضية بسبب الاضطرابات السياسية التي أصابت الحقول الرئيسية.
مراقبون في شركة «كبلر» أكدوا أن الإغلاق يؤثر على الموانئ الرئيسية مثل موانئ الحريقة والزويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة. وتعد أوروبا الوجهة الرئيسية للبراميل الليبية، حيث شكلت الصادرات إلى أوروبا 85% من الصادرات الليبية هذا العام. مع اضطراب الإنتاج، من المرجح أن تتجه شركات التكرير الأوروبية إلى الولايات المتحدة وغرب أفريقيا للعثور على بدائل.
وأظهرت بيانات شركة «باريتو» أن ليبيا صدرت حوالي 1.04 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال الأشهر الـ12 الماضية، ذهب معظمها إلى إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، ما يفرض على تلك الدول البحث عن بدائل من أسواق أبعد، مما يزيد من تكاليف الشحن.
بالنسبة لصناعة الشحن، فإن إغلاق المنشآت النفطية في ليبيا يبعث برسائل مختلطة، حيث أثر انخفاض الصادرات الليبية بالفعل على صناعات الناقلات النفطية. في سياق متصل، استبعد «أويل برايس» أن يتحرك تكتل «أوبك بلس» لزيادة الإنتاج استجابة لانخفاض الإنتاج من ليبيا.