هبطت طائرات عسكرية مصرية في مطار مقديشو، عاصمة الصومال، وعلى متنها معدات عسكرية وضباط مصريون. من المقرر أن يتولى هؤلاء الضباط مهمة مراقبة مراكز القيادة العسكرية في منطقة هيران الصومالية، الواقعة على طول الحدود الإثيوبية.
تفاصيل الانتشار العسكري
في إطار استراتيجيتها لتعزيز وجودها العسكري في الصومال، تخطط مصر لنشر ما مجموعه 10 آلاف جندي في مناطق مختلفة من الصومال، بما في ذلك جنوب غرب الصومال، وهيرشبيلي و غلمدغ من بين هؤلاء الجنود:
5 آلاف جندي سينضمون إلى قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، حيث سيتم دمجهم ضمن بعثة حفظ السلام الحالية التي تسعى لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
5 آلاف جندي سيعملون بشكل مستقل عن بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، مما يشير إلى نية مصر لعب دور أكثر استقرارًا وتأثيرًا في المنطقة.
القوات المصرية بديلاً للإثيوبية في الصومال: موافقة رسمية من الاتحاد الإفريقي
أفريكا إنتيليجنس: جيبوتي تدرب متمردي عيسى وغدابورسي في قاعدة جيستير لاستهداف أرض الصومال
مصر تبدأ إنشاء قاعدة عسكرية في الصومال
أسباب التحرك العسكري
تكشف مصادر موثوقة أن مصر تستعد لإنشاء قاعدة عسكرية في الصومال كجزء من استراتيجيتها لمواجهة تصاعد أزمة سد النهضة الإثيوبي. ويأتي هذا التحرك بعد توقيع مذكرة تفاهم بين رئيس الوزراء الصومالي حمزة بري ومصر، والتي تتيح للقاهرة إنشاء قاعدة عسكرية في الصومال.
وقعت حكومة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اتفاقية تعاون عسكري مع مصر، مما يشير إلى تعزيز الروابط العسكرية بين الجانبين. الاتفاقية قد تشمل الدعم العسكري والتدريب والتعاون الاستراتيجي.
من المرجح أن يؤدي هذا التطور إلى تحويل مقديشو إلى ساحة حرب غير مباشرة بين أديس أبابا والقاهرة. التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى تصعيد النزاع في المنطقة، وقد يشهد الصومال مزيدًا من الاستقطاب والتوترات.
و يشير هذا التطور إلى تزايد التوترات الإقليمية بين مصر وإثيوبيا، خاصة بعد بناء سد النهضة الذي أثار مخاوف مصر بشأن تأثيراته السلبية على إمدادات المياه.
عرض عسكري إثيوبي ضخم ردًا على التحالف المصري الصومالي “فيديو”
قلق إثيوبي قبل وصول الجيش المصري إلى الصومال
الرد الإثيوبي
أثارت الخطوة المصرية تساؤلات وانتقادات من بعض الأطراف، خاصة في ظل الحساسيات الإقليمية والدولية المتعلقة بالتواجد العسكري الأجنبي في مناطق مثل الصومال. كما حذرت الحكومة الإثيوبية من إمكانية تحول مقديشو إلى ساحة غير مباشرة للصراع بين أديس أبابا والقاهرة.
وقبل وصول القوات المصرية، دعت إثيوبيا الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة إلى ضمان إجراء مشاورات شاملة مع جميع أصحاب المصلحة لضمان الانتشار الدقيق للقوات وتفادي أي سوء فهم قد يؤدي إلى توترات إقليمية إضافية.
وتشير هذه الدعوات إلى أهمية التنسيق الجيد بين جميع الأطراف المعنية، خاصة مع اقتراب بدء عملية الانتقال من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية إلى بعثة جديدة في يناير 2025.
مع وصول الطائرات العسكرية المصرية ونشر القوات في الصومال، تدخل مصر مرحلة جديدة من التعاون العسكري والدعم الاستراتيجي في منطقة القرن الأفريقي.
ويهدف هذا الانتشار إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال، بينما يعكس التزام مصر بدعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة. في الوقت نفسه، قد يؤدي هذا التطور إلى زيادة التوترات الإقليمية ويحول الصومال إلى ساحة جديدة للتحديات الإقليمية والدولية.