في خطوة مفاجئة، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يوم 8 مايو 2025 إعفاء الشيخ أحمد بن طالب حميد من مهامه كإمام وخطيب بالمسجد النبوي الشريف، بعد 12 عامًا من الخدمة المميزة. القرار الذي لم يُرفق بأي توضيح رسمي أثار موجة من الجدل والاستفسارات حول أسبابه، خاصة مع مكانة الشيخ بين المصلين وصوته الذي ارتبط بليالي رمضان الخاشعة.
سيرة الشيخ المحوريَّة في محراب النبوي
وُلد الشيخ أحمد بن طالب حميد في الرياض عام 1401هـ (1981م)، وتلقى تعليمه الشرعي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث حصل على الماجستير في الفقه المقارن بامتياز. بدأ إمامته في المسجد النبوي خلال رمضان 1434هـ (2013م)، ليصبح أحد أصغر الأئمة سنًّا في تاريخ الحرمين، وتميَّز بأسلوب تلاوة حجازي نادر جذب ملايين المتابعين.
تفاصيل الإعفاء والفراغ الرسمي
رغم مرور 24 ساعة على القرار، لم تصدر أي جهة رسمية بيانًا يشرح دوافعه، سواءً أكانت إدارية أو صحية أو شخصية. مصادر مقرَّبة من ملف الحرمين أشارت إلى أن الإعفاء “جاء في إطار خطة تطويرية تشمل تعيين أئمة جدد”، لكنها لم تقدم تفاصيل داعمة. في المقابل، انتشرت تسريبات غير مؤكدة عن وجود خلافات تنظيمية أو طلب الشيخ نفسه للإعفاء لأسباب صحية، لكنها تبقى اجتهادات غير موثَّقة.
تفاعل الجمهور: دموع المصلين و”هاشتاغات” الغضب
تصدَّر وسم #أحمدبنطالب_حميد موقع “تويتر”، مع أكثر من 500 ألف تغريدة خلال 6 ساعات، عبَّر فيها المتابعون عن صدمتهم:
“فقدنا صوتًا كان يُذكِّرنا بزمن الأئمة العمالقة”.
“القرار غير المبرر يُفقد المسجد النبوي جزءًا من هويته الروحية”.
تساؤلات ناقدة: “هل يُعفى إمام بحجم الشيخ دون تقدير رسمي أو تكريم؟”.
تحليل الخبراء: ماذا خلف الكواليس؟
تشير مصادر إلى أن الشيخ قد يُكلَّف بمنصب أكاديمي في جامعة الإمام محمد بن سعود، أو يُدمج في برامج تلفزيونية دعوية، لكن أيًّا من هذه الاحتمالات لم يُؤكَّد رسميًّا. بينما يرى مقتدون به أن “صوته سيبقى إرثًا يُدرس في كليات القرآن”، بغض النظر عن المهام الرسمية.
الخاتمة:
القضية تفتح ملفًّا أعمق حول آليات اتخاذ القرارات الدينية في المملكة، ومدى حق الجمهور في معرفة مصير رموزه الروحية. فهل تُجبر الصدمة الرئاسة العامة على كسر الصمت؟ أم أن الشيخ أحمد سينضم إلى قائمة الأئمة الذين غادروا المنابر بلا تفسير؟