أفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، استنادا إلى صور أقمار صناعية حديثة، بأن الأنشطة في منشأة “كولانج غزلة” الواقعة تحت الأرض لا تزال مستمرة، وأن إيران تواصل عمليات بناء واسعة النطاق داخل المنشأة القريبة من موقع نطنز النووي.
وذكر المركز، الذي يتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا له، أن منشأة منجم غزالة لم تكن ضمن أهداف الهجمات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، مشيرا إلى ظهور كومتين من النفايات الصناعية أو التعدينية إلى الشرق والغرب من الموقع، في دليل على استمرار النشاط بداخله.
أنشطة مشبوهة وتكهنات
أشار التقرير إلى أن منجم غزالة قد يكون موقعا لتخزين أجزاء أو تجميعات أجهزة الطرد المركزي، أو حتى مكانا محتملا لإخفاء نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي الكمية التي لا تزال مثار قلق دولي بشأن إمكانية استخدامها في تصنيع أسلحة نووية.
ورغم صعوبة التأكد من طبيعة الأنشطة الجارية في المنشأة، فإن صور الأقمار الصناعية تدل على أن البناء تحت الأرض لا يزال قائما، في وقت تواجه فيه طهران اتهامات بإخفاء معلومات عن برنامجها النووي.
وبحسب المركز، فإن عمق المنشأة يجعلها بعيدة عن مدى القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، ما يثير المزيد من المخاوف بشأن مدى قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع هذا التحدي.
رفض إيراني للتعاون
في هذا السياق، نقلت صحيفة التلغراف البريطانيةأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، طالب طهران بتوضيح أنشطة موقع كولانج غزلة، غير أن السلطات الإيرانية رفضت تقديم رد رسمي.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل في 22 وليو/تموز على منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، والتي أدت إلى تصاعد التكهنات حول مصير البرنامج النووي الإيراني واحتياطيات اليورانيوم المخصب.
منشآت إضافية متضررة ومنشآت أخرى باقية
كما كشف معهد العلوم والأمن الدولي عن وجود سياج أمني جديد حول مجمع نطنز النووي، فيما أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن أكثر من 24 مبنى في مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية قد استهدفت أيضا خلال الهجمات.
ووفقا لتحليل صور أقمار صناعية فقد تراجعت الأنشطة في المجمع بشكل ملحوظ، مع تسجيل أضرار جسيمة دفعت السلطات الإيرانية لتدعيم بعض الهياكل وتطهير الطرق المؤدية إلى الموقع.
في الجهة الشمالية الشرقية من مركز أصفهان، حددت الصور منشأة نووية تحت الأرض لم تستهدف خلال الهجمات، وقد أغلقت الحكومة أحد مداخلها في ما يبدو كإجراء احترازي.
وكان غروسي قد أعلن عن بناء إيران موقعا ثالثا لتخصيب اليورانيوم في منطقة قرب أصفهان، مما يعزز فرضية أن المنشأة شمال شرق أصفهان قد تكون بالفعل هذا الموقع الجديد.
تقييمات استراتيجية
خلص مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى ثلاث نتائج رئيسية بناء على مراجعة صور الأقمار الصناعية بعد الهجمات:
تعطيل مؤقت للبرنامج النووي: تكبدت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان أضرارا كبيرة، مما أدى إلى توقف أنشطتها، في حين تواصل إيران ترميم بعض المنشآت دون مؤشرات على استئناف التخصيب.
استمرارية بعض الأنشطة: لم تدمر كافة أجزاء البرنامج، إذ لا تزال أنشطة قائمة في منشآت مثل كولانج غزلة والمنشآت الواقعة تحت الأرض قرب أصفهان.
غموض حول المواقع والمخزونات: هناك غموض كبير بشأن مكان تخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، حيث يرجح أنه مخبأ في منشآت تحت الأرض أو موزع على عدة مواقع.
قلق دولي متزايد
قال نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، في الثاني من يوليو/تموز، إن إيران ربما ما تزال تحتفظ بمخزوناتها من اليورانيوم المخصب، وهو ما يشكل تهديدا لجهود منع الانتشار النووي.
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في السادس من يوليو/تموز استعداد بلاده لاستقبال اليورانيوم عالي التخصيب من إيران، ومعالجته، ثم إعادته بعد خفض نسبة تخصيبه.
من جهته، صرح وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، في الثاني من أغسطس/آب، بأنه لا يعلم مكان احتياطي بلاده من اليورانيوم المخصب، بعد أن كانت هذه المواد مخزنة في منشآت تعرضت للقصف.










