شهد مطعم في العاصمة الأمريكية واشنطن DC لحظة توتر سياسي مساء أمس، بعدما واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين أثناء دخوله المكان بحثا عن طاولة لتناول العشاء.
المتظاهرون اقتحموا المطعم وهم يهتفون بشعارات سياسية حادة من أبرزها: “الحرية لفلسطين، أوقفوا الحرب” و”ترامب هو هتلر عصرنا” (Trump is the Hitler of our time)، في مشهد أثار ردود فعل متباينة داخل المكان وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ترامب يواصل تحية الزبائن وسط الفوضى
وعلى الرغم من الأجواء المشحونة، أظهرت مقاطع فيديو قصيرة (حوالي 27 ثانية) الرئيس ترامب وهو يحاول تجاهل المتظاهرين بهدوء، ويستمر في تحية الزبائن ومصافحتهم، في حين كان الهتاف يتصاعد من خلفه.
وتظهر الفيديوهات لحظة المواجهة عن قرب، حيث وقف المتظاهرون بالقرب من ترامب، ووجهوا إليه شعاراتهم بشكل مباشر، بينما بدا واضحا تباين ردود فعل رواد المطعم، إذ صفق البعض دعما لترامب، في حين أبدى آخرون استياءهم من الحدث بأكمله.
احتجاج محلي ورسائل سياسية أوسع
بعض الروايات تحدثت أيضا عن شعارات تتعلق بـ “الحرية لـ DC”، في إشارة إلى مطالب الحكم الذاتي للعاصمة الفيدرالية، مما قد يعكس ربطا بين القضايا الفلسطينية وقضايا محلية تتعلق بالحقوق المدنية والتمثيل السياسي، وفقا لناشطين.
ويأتي هذا الحادث في سياق متصاعد من الاحتجاجات الشعبية المؤيدة لفلسطين في الولايات المتحدة، والتي ازدادت وتيرتها منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، ووسط انتقادات متكررة لسياسات ترامب السابقة تجاه الشرق الأوسط، لا سيما دعمه المطلق لإسرائيل خلال فترة رئاسته.
لا تقارير عن اعتقالات
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تصدر الشرطة أو الجهات الأمنية أي بيانات رسمية بشأن وقوع اعتقالات أو إصابات خلال الحادث. إلا أن الواقعة أثارت جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشر الفيديو المصور بشكل كبير، محققا آلاف المشاهدات خلال ساعات.
قناة “Jarmak” الإسرائيلية والقناة 12 العبرية وصفتا الحادث بأنه “هجوم لفظي على ترامب من قبل متظاهرين مؤيدين لفلسطين”، بينما اعتبره نشطاء على الجانب الآخر “موقفا شجاعا ورسالة سياسية مهمة” ضد ما وصفوه بـ”سجل ترامب الحافل بدعم الاحتلال الإسرائيلي”.
جدل سياسي يتصاعد
وتأتي هذه المواجهة في توقيت حساس سياسيا، حيث يستعد ترامب لخوض السباق الرئاسي لعام 2026، وسط استمرار انقسام الرأي العام الأمريكي بشأن قضايا السياسة الخارجية، وعلى رأسها الموقف من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ويبدو أن الحادث، وإن لم يتسبب بخسائر، سيبقى حاضرا في النقاش السياسي والإعلامي خلال الأيام القادمة، خاصة مع استمرار التوترات المرتبطة بالسياسات الأميركية في الشرق الأوسط.
انتهى










