كوبنهاغن – 12 ديسمبر 2025، في سابقة تاريخية، صنفت وكالة الدفاع والاستخبارات الدنماركية (FE) الولايات المتحدة الأمريكية على أنها “تهديد أمني” للبلاد، وجاء ذلك في تقريرها السنوي، مشيرة بشكل خاص إلى سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على إقليم غرينلاند التابع للدنمارك.
وأكد التقرير أن “التغييرات في السياسة الأمريكية تخلق مخاوف جديدة بشأن أمن البلاد”، مسلطاً الضوء على عاملين رئيسيين:
المساعي التوسعية: محاولات الولايات المتحدة لتوسيع نفوذها في الدائرة القطبية الشمالية عبر غرينلاند.
استخدام القوة الاقتصادية: استخدام واشنطن للرسوم التعويضية والتهديد بفرض تعريفات جمركية عالية لفرض إرادتها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “لم تعد تستبعد استخدام القوة العسكرية، حتى ضد حلفائها”.
geopolitics عدم اليقين في الناتو وتحديات متزامنة
يربط التقرير بين التهديد الأمريكي وبين البيئة الأمنية الأوروبية الأوسع:
ضمان الأمن: يسلط التقرير الضوء على أن التركيز الاستراتيجي لإدارة ترامب على المنافسة مع الصين يخلق حالة من عدم اليقين بشأن دور الولايات المتحدة كضامن رئيسي للأمن في أوروبا.
سيناريوهات متطرفة: يُتوقع أن تواجه دول الناتو تحديات متزامنة من الصين وروسيا في مناطق حساسة مثل مضيق تايوان وبحر البلطيق.
يأتي هذا التقرير بعد أسبوع واحد فقط من إصدار استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، التي حثت الدول الأوروبية على تحمل “المسؤولية الأساسية” عن دفاعها.
غرينلاند محور التوتر
أدى الضغط الأمريكي المستمر للسيطرة على غرينلاند إلى توتر العلاقات بين كوبنهاغن وواشنطن بشكل ملحوظ.
واتهمت الحكومة الدنماركية أمريكيين على صلة بترامب بتنفيذ “عمليات تأثير سرية” في غرينلاند، ووصف جهاز الأمن الدنماركي الإقليم بأنه “هدف محتمل لحملات التأثير”.
وعززت الدنمارك علاقاتها مع غرينلاند وزادت إنفاقها الدفاعي في الدائرة القطبية الشمالية إلى أكثر من 1.5 مليار دولار، وشمل ذلك شراء طائرات مسيرة وسفن وتطوير منشآت.
ورغم التوترات، تصر الولايات المتحدة على الحفاظ على علاقات ثنائية متينة مع الدنمارك، وفقاً لما أكده سفيرها لدى كوبنهاغن، كينيث هاوري.
تجدر الإشارة إلى أن غرينلاند كانت قد قيدت حق الأجانب في امتلاك العقارات في وقت سابق من عام 2025 على خلفية تهديدات ترامب، كما أجرت الدنمارك مناورات عسكرية كبيرة في الإقليم بدون مشاركة الولايات المتحدة.











