سيناتور أمريكي يحذّر من النفوذ الإيراني في لبنان ويؤكد ضرورة مواجهة حزب الله، وسط استمرار الانقسامات الداخلية حول حيازة السلاح ودور إيران في شؤون لبنان.
واشنطن –١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
شدد السيناتور الأمريكي، بيل هاجرتي، في مقابلة مع قناة “إيران إنترناشيونال”، على ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة لإنهاء النفوذ الإيراني في لبنان، معتبرًا أن هذا النفوذ يمثل منذ سنوات “أزمة حقيقية” تهدد الاستقرار الداخلي والإقليمي. وأضاف هاجرتي أن مواجهة حزب الله ووقف تمدد طهران باتت من أولويات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأكد السيناتور أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اتبع سياسة صارمة تجاه إيران خلال ولايته، مشيرًا إلى أن الاستمرار على هذا النهج أصبح ضروريًا لضمان عدم توسع النفوذ الإيراني في لبنان والدول المجاورة.
حزب الله يتحدى جهود نزع السلاح
في 7 أغسطس الماضي، أقرت الحكومة اللبنانية الخطوط العريضة للخطة الأمريكية لنزع سلاح الميليشيات، لكن حزب الله رفض الانصياع لهذه الخطة، مستندًا إلى دعمه المباشر من إيران وامتناعه عن تسليم سلاحه، رغم الضغوط الداخلية والخارجية، والهجمات الإسرائيلية المتكررة التي أضعفت بعض قدراته العسكرية.
وأشار وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، في تصريحات أدلى بها يوم 6 ديسمبر الجاري لقناة “العربية”، إلى أن نزع سلاح حزب الله يُعد “أولوية وطنية”، مؤكدًا أن الحزب لا يمكنه التخلي عن أسلحته إلا بموافقة إيران. وأضاف رجي أن حزب الله يقوم حاليًا بإعادة بناء قوته وموارده، بما في ذلك التمويل، استعدادًا لاستعادة نفوذه عندما تسمح الظروف بذلك.
الجهود الدبلوماسية الأمريكية
في سبتمبر الماضي، زار وفد أمريكي رفيع بيروت ضم المبعوث الخاص لشؤون سوريا، تام باراك، ونائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتيغاس، حيث التقوا مسؤولين لبنانيين وأكدوا أن إيران تمثل العقبة الأساسية أمام نزع سلاح حزب الله ووقف نفوذها في لبنان.
وفي ظل التوترات الحالية، رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة نظيره الإيراني عباس عراقجي لزيارة طهران، معتبرًا أن الظروف الراهنة لا تسمح بعقد لقاء مباشر، واقترح بدلاً من ذلك عقد اجتماع في دولة ثالثة محايدة يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.
رأي اللبنانيين حول حيازة السلاح
وكشف استطلاع جديد لمؤسسة “غالوب” أن نحو 79% من اللبنانيين يطالبون بأن تكون حيازة السلاح مقتصرة على الجيش اللبناني، فيما أظهرت النتائج انقسامات طائفية واضحة، حيث بلغت النسبة 27% بين أبناء الطائفة الشيعية و87% بين أبناء الطائفة السُّنّية، ما يعكس حالة الانقسام حول مسألة السلاح في لبنان.
تصريحات السيناتور هاجرتي تعكس استمرار القلق الأمريكي من النفوذ الإيراني في لبنان، وضرورة مواجهة حزب الله ضمن استراتيجية شاملة تتضمن الدعم الأمريكي للخطة الوطنية لنزع السلاح، في وقت تتواصل الانقسامات الداخلية حول ملكية الأسلحة ودور إيران في تحديد مستقبل لبنان الأمني والسياسي.










