أعلنت الحكومة الألمانية تعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في الوقت الحالي، في خطوة تأتي للتعامل مع الضغوط القانونية والسياسية المتعلقة بمبيعات الأسلحة. وفقًا لمعلومات أوردتها وكالة رويترز، جاء هذا القرار نتيجة لتحليلات بيانات ومصادر مقربة من وزارة الاقتصاد الألمانية.
مصدر حكومي كبير أوضح أن “إصدار تراخيص تصدير الأسلحة قد تم تعليقه” بسبب الضغوط المتعلقة بقضايا قانونية تشير إلى أن صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل قد تنتهك المعايير الإنسانية والقانون الدولي. وقد صدر بيان رسمي من الحكومة الألمانية بعد نشر تقرير رويترز، حيث أكد المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبستريت أنه “لا يوجد حظر أسلحة على إسرائيل من جانب ألمانيا”.
وفي العام الماضي، رخصت ألمانيا تصدير أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 326.5 مليون يورو، بزيادة كبيرة مقارنة بعام 2022. ومع ذلك، شهدت الفترة من يناير إلى 21 أغسطس 2024 انخفاضًا كبيرًا في حجم التراخيص، حيث بلغت قيمتها 14.5 مليون يورو فقط، مع تخصيص 32.449 يورو فقط للأسلحة الحربية.
وتواجه الحكومة الألمانية تحديات قانونية تتعلق بمبيعات الأسلحة لإسرائيل، حيث توجد قضايا في محكمة العدل الدولية وأخرى في برلين، رفعها المركز الأوروبي للحقوق الأساسية وحقوق الإنسان. على الرغم من عدم الفوز بأي من هذه القضايا حتى الآن، فإنها قد تسببت في توترات داخلية في الحكومة.
وأدت التحديات القانونية إلى تعليقات داخلية في الحكومة، حيث يدافع مكتب المستشارة عن إسرائيل بينما تنتقد وزارات الاقتصاد والخارجية، التي يقودها حزب الخضر، حكومة نتنياهو. كما تسببت المخاوف من انتهاكات القانون الإنساني الدولي في تعليق صادرات أسلحة من قبل حلفاء آخرين لإسرائيل، مثل بريطانيا وهولندا.
التصعيد في النزاع بين إسرائيل وحماس، والذي أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص في غزة، قد زاد من الضغوط على الدول الغربية بشأن مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وقد أُثيرت اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وهو ما نفته إسرائيل.
إن قرار ألمانيا بتعليق صادرات الأسلحة يعكس توازنًا دقيقًا بين دعم حليف استراتيجي والامتثال لمعايير حقوق الإنسان. يبقى التساؤل حول كيفية تأثير هذه السياسات على العلاقات المستقبلية بين ألمانيا وإسرائيل، وكذلك على الوضع الأمني في المنطقة.