قالت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، إن المواجهات الجديدة شمال سوريا تسببت في تصعيد جديد غير مرغوب فيه بالمنطقة، بعد سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الروسية والسورية.
وشددت الخارجية التركية إنه من المهم للغاية بالنسبة لأنقرة تجنب حالة أخرى من عدم الاستقرار وعدم تعرض المدنيين للأذى.
ودخلت مجموعات مسلحة بينها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، الجمعة، مدينة حلب في شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد قصفها في سياق هجوم بدأته قبل يومين على القوات الحكومية هو من أعنف جولات القتال منذ سنوات.
وقصف المسلّحون حلب للمرة الأولى منذ أربع سنوات واستهدفوا المدينة الجامعية فيها حيث قتل أربعة مدنيين، بحسب وكالة سانا الرسمية.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 255 شخصا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، معظمهم مقاتلون من طرفي النزاع، ومن بينهم 24 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام في المعركة.
ودعت تركيا إلى “وقف الهجمات” على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا، بعد سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الروسية والسورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية عبر منصة إكس “لقد طالبنا بوقف الهجمات. وقد أدت الاشتباكات الأخيرة إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية”، مشيرا إلى “التطورات في إدلب ومحيطها الحدودي”.
وهذا أول رد فعل رسمي لتركيا منذ بدء الهجوم الخاطف لهيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها ضد النظام السوري والذي وصل في غضون يومين إلى حلب، ثاني أكبر مدن البلاد.
اتفاقيات أستانا
واعتبرت أنقرة أن “الهجمات الأخيرة على إدلب وصلت إلى مستوى يقوض روحية وآليات تطبيق اتفاقيات أستانا” لعام 2017.
يهدف مسار أستانا الذي يضم روسيا وإيران وتركيا إلى إنهاء النزاع في سوريا من خلال إنشاء أربع مناطق منزوعة السلاح. لكن الحكومة السورية لم توقع على هذا الاتفاق.
وشنّ الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، على وقع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وهيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها تمكّنت من الوصول إلى مشارف مدينة حلب.
وقال المرصد “نفذ الطيران الحربي الروسي والطيران التابع للنظام غارات جوية مكثفة منذ ساعات الصباح” بلغ عددها “23 غارة جوية استهدفت كل من مدينة إدلب” وقرى وبلدات في المنطقة، مضيفا أن القصف أسفر عن مقتل شخص.
وبدأت تركيا التي تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ سوري، عملية مصالحة مع دمشق برعاية روسيا، حليفة الرئيس بشار الأسد، لكن هذا التقارب لم يثمر حتى الآن.
وكانت السلطات السورية أعلنت أمس توقف حركة النقل على طريق حلب دمشق الدولي بعد وصول فصائل المعارضة إلى الطريق الدولي وتحويل حركة النقل إلى طريق خناصر جنوب شرق حلب “.
وكانت القوات الحكومية السورية استعادت السيطرة على مناطق ريف حلب وإدلب خلال المعارك والاتفاقات الى تمت بين تركيا وروسيا وسوريا خلال عامي 2017-2018.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
واعتبر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بسكوف الجمعة أن الوضع في حلب “انتهاك لسيادة سوريا”. وأعرب عن دعم بلاده “للحكومة السورية في استعادة النظام في المنطقة وإعادة النظام الدستوري”.
ويعد القتال الناجم عن الهجوم الأعنف منذ سنوات في سوريا التي تشهد منذ العام 2011 نزاعا داميا عقب احتجاجات شعبية ضد النظام، أودى حتى الآن بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين الى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.