شهدت مدينة حلب وريفها تطورات ميدانية كبيرة بعد انسحاب قوات الجيش العربي السوري والفرقة الرابعة من عدة مناطق، مما أدى إلى توسع قوات قسد الكردية في الضواحي والبلدات المحيطة بالمدينة.
قوات قسد الكردية تمكنت من بسط سيطرتها على الحواجز الواقعة بين الشهباء وحلب، بالإضافة إلى حواجز حي الأشرفية، مما أتاح لها السيطرة على مناطق حساسة تشمل مطار حلب الدولي وبلدتي نبل والزهراء في ضواحي حلب الشمالية الغربية.
مع انسحاب قوات الجيش العربي السوري والميليشيات الإيرانية من هذه المناطق، بما في ذلك نبل والزهراء، أصبحت قوات قسد الكردية في وضع يمكنها من التوسع بشكل كبير في شمال حلب.
تزامن ذلك مع انسحاب الميليشيات الإيرانية من البلدتين، مما سمح لقوات قسد بانتزاع السيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية، بالإضافة إلى مطار حلب الدولي وبعض الأحياء في ضواحي حلب.
حركة نزوح
شهدت بلدتي نبل والزهراء منذ مساء أمس حركة نزوح واسعة للعائلات باتجاه مناطق أخرى في ريف حلب الشرقي، مثل مناطق حمص وحماة، بالإضافة إلى نزوح جزئي باتجاه حي الأشرفية في مدينة حلب.
ويأتي ذلك في إطار الوضع الأمني المتدهور في المنطقة، في وقت تتصاعد فيه المعارك في شمال حلب وريف إدلب.
تحركات قوات قسد:
استمرت قوات قسد في تقدمها باتجاه بلدات تل حافر، تل عران، وتل حاصل، وقرى أخرى في ريف حلب الشرقي، بعد انسحاب قوات النظام إلى مسكنة في ريف حلب الشرقي.
كما بدأت قوات قسد في السيطرة على الحواجز الواقعة في محيط هذه المناطق.
هيئة تحرير الشام:
تستمر هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها في التقدم في عدة مناطق من حلب وريفها، في وقت تشهد فيه المدينة معارك محتدمة مع قوات النظام وفصائل أخرى.
وسيطرت الهيئة على مناطق واسعة في حلب وريفها، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع العسكري في المنطقة.
تحركات القوات الروسية والتركية:
فيما يتعلق بالقوات الروسية، أفادت مصادر محلية أن القوات الروسية قد انسحبت من النقطة العسكرية في تل رفعت ومطار منغ العسكري، مما يثير تساؤلات حول التحركات العسكرية القادمة في المنطقة. تزامن ذلك مع وصول تعزيزات كبيرة من الفصائل الموالية لتركيا، حيث أمرت القيادة التركية الفصائل بإرسال تعزيزات عسكرية تشمل أسلحة ثقيلة ومدرعات، بالإضافة إلى مئات الجنود.
التوترات على خط التماس:
المنطقة بين درع الفرات ومجلس منبج العسكري شهدت تعزيزات عسكرية كبيرة من الطرفين، ما يزيد من المخاوف من شن هجوم في المنطقة.
وتم نقل دبابات عسكرية من حوار كلس باتجاه نقاط تل رفعت، وسط حالة من التوتر الشديد في المنطقة.
التطورات العسكرية في شمال سوريا في التأثير على الوضع الميداني، حيث تتسارع وتيرة الصراع بين مختلف القوى المحلية والدولية في المنطقة. مع استمرار توسع قوات قسد وسيطرة هيئة تحرير الشام على مناطق واسعة، يبقى الوضع في حلب وريفها غامضًا ويخضع للعديد من المتغيرات، وسط تحركات ميدانية ومؤشرات على تصعيد محتمل في الفترة المقبلة.