قال الرئيس دونالد ترمب، الأربعاء، إن حادث اصطدام مروحية تابعة للجيش الأميركي بطائرة ركاب قرب واشنطن «كان يجب منعه».
وكتب ترمب على منصة «تروث سوشال» الخاصة به: «لماذا لم يخبر برج المراقبة المروحية بما يجب أن تفعله بدلاً من الاستفسار عمّا إذا كانت قد رأت الطائرة؟ هذا وضع رهيب كان يفترض تجنبه».
في وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لشبكة فوكس نيوز إن الرئيس دونالد ترمب اطلع على الوضع، واصفا إياه بـ«المروع».
وأفادت قناة إن بي سي بانتشال جثتين على الأقل من نهر بوتوماك عقب الحادث.
تفاصيل الحادث
اصطدمت طائرة ركاب تحمل 60 مسافراً وأربعة من أفراد الطاقم، بمروحية تابعة للجيش أثناء هبوطها في مطار رونالد ريغان الوطني بالقرب من واشنطن، مما أدى إلى إطلاق عملية بحث وإنقاذ واسعة في نهر بوتوماك القريب.
من جانبها، أعلنت هيئة الطيران الاتحادية، في بيان مقتضب، أن طائرة ركاب إقليمية تابعة لشركة «بي إس إيه إيرلاينز» اصطدمت في الجو بمروحية عسكرية أثناء اقترابها من مدرج 33 في المطار.
وقع الحادث حوالي التاسعة مساء بتوقيت واشنطن (الثانية صباحا بتوقيت غرينتش).
وأوضحت الهيئة أن الطائرة كانت في رحلة قادمة من مدينة ويتشيتا بولاية كانساس، مشيرة إلى أن هيئة سلامة النقل ستتولى التحقيق في الحادث.
ظروف صعبة
ويواجه عناصر الإسعاف الذين يشاركون في عمليات البحث والإنقاذ في نهر بوتوماك إثر اصطدام طائرة نقل بمروحية في المجال الجوّي لواشنطن ظروفا «صعبة جدّا»، بحسب ما قالت السلطات، من دون تقديم حصيلة للضحايا.
كما أُطلقت قوارب إنقاذ مطاطية في نهر بوتوماك من نقطة على طول طريق جورج واشنطن السريع، شمال المطار، ونصب المسعفون أبراج إضاءة على الشاطئ لإنارة المنطقة القريبة من موقع الحادث. ويقوم ما لا يقل عن ستة قوارب بتمشيط المياه باستخدام كشافات البحث.
وصرّح جون دونيلي، رئيس خدمة الإسعاف في واشنطن خلال مؤتمر صحفي أن «الظروف صعبة جدّا لعناصر الإسعاف»، متطرّقا إلى «صقيع» و«رياح قويّة» و«جليد» في منطقة النهر.
وخلال إحاطة إعلامية أقيمت في مطار رونالد ريغان قرب العاصمة الفيدرالية للولايات المتحدة حيث كانت طائرة النقل وعلى متنها 64 شخصا تستعدّ للهبوط عندما وقع الحادث.
وقالت رئيسة البلدية إن المروحية التي كانت تجري رحلة تدريبية وعلى متنها ثلاثة عسكريين والطائرة سقطتا «في المياه».
في حادث مأساوي هز العاصمة الأمريكية واشنطن، اصطدمت طائرة ركاب تجارية بمروحية عسكرية فوق مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن، ما أسفر عن سقوط الطائرتين في نهر بوتوماك وسط ظروف جوية صعبة.
وكشفت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية عن اتصالات اللحظات الأخيرة قبل الاصطدام، حيث تبين أن طاقم الطائرة عدل مسار اقترابها نحو المدرج الأقصر رقم 33، بناءً على طلب مراقبي الحركة الجوية، وهو ما أدى إلى وقوع الحادث المأساوي، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن الطائرة غيرت مسارها قبل الاصطدام بوقت قصير.
وفي اللحظات الأخيرة، سأل مراقبو الحركة الجوية طاقم المروحية العسكرية – التي كانت تنفذ جولة تدريبية – إن كانوا يشاهدون الطائرة القادمة، لكن بعد ثوانٍ قليلة، وقع الاصطدام.
وفي أقل من مدة 30 ثانية قبل الحادثة، سأل مراقب الحركة الجوية طاقم المروحية العسكرية الأميركية، التي كانت تنفذ جولة تدريبية في حال كانوا يشاهدون الطائرة القادمة.
وبعد لحظات، أجرى المراقب اتصالا لاسلكيا آخر مع المروحية قائلا: “PAT 25 مرّ خلف الطائرة.. وبعد ثوان من ذلك، اصطدمت الطائرتان”.
تحطم في النهر وظروف إنقاذ خطيرة
سقطت الطائرتان في نهر بوتوماك، حيث تناثر حطام الطائرة المدنية في المياه، بينما غرقت المروحية العسكرية بالقرب من الموقع.
وأفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن جهاز الإرسال اللاسلكي للطائرة توقف عن البث على ارتفاع 2400 قدم من المدرج، أي تقريبًا فوق منتصف النهر.
وأكد رئيس إدارة الإطفاء والطوارئ في واشنطن، جون دونيلي، أن عمليات البحث والإنقاذ معقدة للغاية بسبب الرياح القوية والجليد وبرودة المياه، موضحًا أن الغواصين يعملون في ظروف صعبة قد تستمر لأيام.
إغلاق المطار وتعليق الرحلات
أعلنت سلطة الطيران الفيدرالية تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار رونالد ريغان، وتحويل الطائرات القادمة إلى وجهات بديلة، بينما تتواصل جهود البحث عن ناجين.
من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من الحادث، قائلًا: “هذا الوضع كان يمكن تجنبه”، متسائلًا عن سبب عدم إصدار أوامر واضحة للمروحية بدلاً من الاستفسار عما إذا كانت ترى الطائرة.
وأكد الجيش الأمريكي أن المروحية العسكرية كانت في مهمة تدريبية عند وقوع الحادث. فيما باشرت هيئة سلامة النقل الوطنية تحقيقًا شاملًا بمشاركة فرق متخصصة، بما في ذلك فريق الغوص التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، لاستعادة الحطام وتحديد أسباب الاصطدام.
وفي مطار ريغان، تجمع أصدقاء وأقارب الركاب في انتظار أي معلومات عن ذويهم. ووسط حالة من الصدمة، شوهدت إحدى النساء وهي تنهار بالبكاء بينما تسأل مسؤول المطار عن مصير أحد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة.