احتجاجات شعبية في إيران ضد النظام بعد تصريحات خامنئي
في مساء يوم 9 فبراير/شباط، شهدت عدة مدن إيرانية، بما في ذلك طهران، موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية، حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام الإيراني، بما في ذلك هتافات “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي”. وفقا لمقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت هذه الهتافات تزامنا مع احتفالات الحكومة الإيرانية بذكرى الثورة الإسلامية، حيث أضاءت السلطات العلم الوطني في هذه المناسبة.
من بين الشعارات التي ترددت في تلك الاحتجاجات أيضا “الموت للنظام القاتل” و”عار على خامنئي، انظر إلى بشار الأسد”. هذه الهتافات، التي تم تداولها في مقاطع الفيديو، عبرت عن الغضب الشعبي المستمر تجاه القيادة الإيرانية، إذ عرضت مقاطع أخرى من مدن مختلفة مثل كرمانشاه، مشهد، وأراك.
لقد تصاعدت الاحتجاجات في إيران خلال الأيام الأخيرة، بعد تصريحات مرشد الجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، التي رفض خلالها فكرة المفاوضات مع الولايات المتحدة، وهو ما أثار استياء واسعا بين المواطنين. تزامن ذلك مع ارتفاع غير مسبوق في سعر الدولار الأميركي مقابل التومان الإيراني، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 92 ألف تومان لأول مرة، مما شكل صدمة اقتصادية إضافية للعديد من الإيرانيين.
وكتب العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن مشاعر الغضب واليأس التي تعم المواطنين بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، والذي تفاقم بعد الخطاب الأخير لخامنئي. بينما واصل المسؤولون الإيرانيون دعم موقف مرشدهم الأعلى، وصرح غلام علي حداد عادل، أحد الشخصيات المقربة من خامنئي، بأن هناك “ردود فعل سلبية” على تصريحات خامنئي، مؤكدا أنه يواصل الدفاع عن موقفه وأنه من الجيد أن يجادل مؤيدو المفاوضات مع الولايات المتحدة في هذا السياق.
على الصعيد الدولي، استمر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في دعوته إلى إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، مشيرا إلى ضرورة منع طهران من امتلاك أسلحة نووية. وقال ترامب في تصريحاته إن مثل هذا الاتفاق سيسهم في استقرار المنطقة. وفي وقت لاحق، في 8 فبراير، تجمع الآلاف من الإيرانيين في باريس لدعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حيث أكدت زعيمة مجاهدي خلق، مريم رجوي، في كلمتها أن سقوط نظام الملالي بات قريبا، سواء تم التوصل إلى اتفاق نووي أو لا.
تستمر الاحتجاجات في إيران في التأكيد على حالة من التوتر والغضب الشعبي ضد النظام، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الاقتصادية والسياسية داخليا ودوليا.