ترامب يهدد بقطع المساعدات عن الأردن ومصر بسبب خطة إعادة توطين الفلسطينيين
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه قد يقطع المساعدات الأمريكية عن الأردن ومصر إذا لم تقبلا طلبه بإعادة توطين غالبية الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل دائم. هذه التصريحات تأتي في سياق الضغوط التي يمارسها ترامب على حلفائه الرئيسيين في المنطقة لدعم خطته المثيرة للجدل التي تقترح نقل سكان غزة بالكامل إلى مناطق أخرى خارج القطاع بهدف إعادة بناء المنطقة.
وفي تصريحاته الصحفية في البيت الأبيض، أشار ترامب إلى أنه إذا رفضت الأردن ومصر قبول هذه الخطة، فإن “من المعقول أن أقطع المساعدات”. وكان ترامب قد التقى بالملك عبد الله الثاني، العاهل الأردني، في اليوم التالي لتصريحاته، وهو ما يعكس أهمية الموقف الأردني في سياق هذه الأزمة.
الولايات المتحدة كانت قد اقترحت خططاً عدة لإعادة توطين الفلسطينيين في مناطق خارج قطاع غزة. وفي تصريحات أخرى، أكد ترامب مجدداً على خطته التي تقترح نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى، وذكر أنه لن يُسمح لهم بالعودة إلى غزة بعد نقلهم إلى أماكن جديدة، وذلك “لأنهم سيحصلون على سكن أفضل بكثير”، كما قال. وأضاف أن قطاع غزة لا يصلح لأن يكون مكاناً آمنًا للفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين يجب أن يعيشوا في مناطق أفضل.
وكان ترامب قد صرح في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” أن قطاع غزة هو “أرض قاحلة” وأنه يجب على الفلسطينيين أن يعيشوا في مناطق أخرى أفضل. ورغم عدم تحديد الأماكن التي سيُرحل إليها الفلسطينيون، قال إنهم سيُوزعون على ما يصل إلى ست مناطق مختلفة.
كما أشار ترامب إلى أن خطة إعادة توطين الفلسطينيين ستكون خطوة حاسمة لمنع تكرار الصراعات في غزة. في وقت سابق، كان قد ذكر أنه إذا لم يتم تنفيذ هذه الخطة، فإن الوضع في غزة سيظل يشهد صراعات مستمرة. وقال إن الفلسطينيين يرغبون في العودة إلى غزة فقط لأنهم لا يجدون بديلاً أفضل.
وتطرقت تصريحات ترامب أيضًا إلى فكرة “الملكية الأميركية طويلة الأمد” لقطاع غزة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات بشأن مستقبل هذا الإقليم، خاصةً في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أدى إلى دمار واسع في القطاع.
وقد رفضت حكومات الأردن ومصر حتى الآن أي مقترحات بشأن نقل الفلسطينيين إلى أراضيهما، حيث تعتبران هذه الفكرة غير قابلة للتطبيق وتتنافى مع رؤية “حل الدولتين” التي تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
التصريحات التي أطلقها ترامب تسببت في موجة من الانتقادات الدولية والإقليمية، حيث اعتبر الكثيرون أن هذه الخطط قد تضر بمستقبل القضية الفلسطينية، بينما دافعت الولايات المتحدة عن اقتراحاتها باعتبارها جزءاً من جهودها للحد من الصراعات وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.