التطورات العسكرية في سيناء وتأثيرها على العلاقات المصرية الإسرائيلية
في تطور عسكري لافت، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تغييرات في الانتشار العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء، ما أثار قلق المسؤولين الإسرائيليين. وأظهرت صور الأقمار الصناعية تغييرات في التواجد العسكري المصري، التي أثارت مخاوف لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفقًا لتقارير صحيفة “إسرائيل هيوم” التي نقلت عن مسؤولين سياسيين وأمنيين في إسرائيل.
موافقة إسرائيلية بأثر رجعي
وفقًا للمصادر، فإن هذه التحركات العسكرية المصرية في سيناء تتم بموافقة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أن الموافقات أصبحت تمنح بأثر رجعي، بعد أن فرضت مصر أمرًا واقعًا على الأرض بشأن تحركات قواتها في المنطقة. هذا التغيير أثار القلق في إسرائيل، حيث أكدت مصادر أمنية أن صور الأقمار الصناعية التي وردت من مصر أظهرت تغييرات ملفتة للنظر، دفعوا الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقيادة المنطقة الجنوبية إلى التدقيق في الوضع على الأرض.
التوترات السياسية والمخاوف الإسرائيلية
أعربت روث واسرمان لاندي، النائبة السابقة للسفير الإسرائيلي في مصر والباحثة في معهد “ميسغاف”، عن قلقها العميق من التعزيزات العسكرية المصرية في سيناء. وأشارت إلى أن هذه التعزيزات تعد تجاوزًا لانتهاكات سابقة لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، التي كانت إسرائيل قد قبلتها على مضض. كما أضافت أن إسرائيل لم تتلقَّ أي مقابل دبلوماسي لهذه التغيرات العسكرية، مما يثير التساؤلات حول السياسات الإقليمية لمصر.
القلق من خطة ترامب
وسلطت واسرمان لاندي الضوء على التصريحات المصرية الأخيرة التي تشير إلى رفض القاهرة تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن قطاع غزة. كما أكدت أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد ألغى زيارة كانت مقررة إلى البيت الأبيض كخطوة احتجاجية ضد السياسة الأمريكية.
إمكانات الحرب بين مصر وإسرائيل
وفيما يتعلق بإمكانية نشوب نزاع عسكري بين مصر وإسرائيل، أكدت النائبة السابقة للسفير الإسرائيلي أن الحرب تتطلب القدرة والاستعداد. وأوضحت أن مصر تمتلك بنية تحتية عسكرية متطورة، لكنها أضافت أن السؤال يبقى حول استعدادها لخوض مواجهة مع إسرائيل المدعومة بتحالف قوي مع الولايات المتحدة.
التنسيق العسكري الإسرائيلي المصري
من جانب آخر، أشار سفير إسرائيلي سابق في مصر إلى وجود مشاعر معادية لمصر داخل بعض الأوساط الإسرائيلية، ربما بسبب عدم فتح معبر رفح بشكل أكبر. كما أكد أن التنسيق العسكري بين مصر وإسرائيل قائم منذ سنوات طويلة، حيث كانت استعادة استقرار سيناء من أولويات مصر بعد تزايد الهجمات الإرهابية في المنطقة منذ عام 2011.
مراقبة دولية لخروقات اتفاقية السلام
وأكد السفير الإسرائيلي السابق أن هناك آلية مراقبة دولية، ممثلة في “القوة متعددة الجنسيات والمراقبين” (MFO)، التي تتابع تنفيذ اتفاقية السلام في سيناء، مما يعني أن أي خروقات لهذه الاتفاقية يتم توثيقها رسميًا.
الانتهاكات العسكرية المصرية في سيناء
على صعيد آخر، كشف العقيد الإسرائيلي المتقاعد إلياهو ديكل، الذي يتابع التزام مصر باتفاقية السلام منذ توقيعها، أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة كشفت عن وجود 100 دبابة أبرامز بالقرب من مدينة العريش، وهو ما يعد “خرقًا” لاتفاقية السلام التي تنص على بقاء معظم مناطق سيناء منزوعة السلاح. كما أشار ديكل إلى أن عدد القوات المصرية في سيناء يتجاوز بأربعة أضعاف العدد المسموح به وفق الاتفاقية، مع التوسع في إنشاء ثلاثة مطارات جديدة وحفر أنفاق ضخمة، ما يعزز المخاوف الإسرائيلية بشأن النوايا العسكرية المستقبلية لمصر في المنطقة.
رد الجيش الإسرائيلي
من جهته، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن القوات الإسرائيلية منتشرة على طول الحدود مع مصر لحماية البلدات الإسرائيلية القريبة، مشيرًا إلى أنه تم تعديل قواعد الاشتباك لضمان الرد الفوري على أي تهديدات قادمة من الحدود الغربية. وأكد المتحدث أن القيادة الإسرائيلية تتابع التطورات عن كثب، وستواصل العمل وفق الاحتياجات الأمنية، مع الالتزام التام ببنود اتفاقية السلام مع مصر.