مجزرة في قرية خراب مرقية بريف طرطوس
شهدت قرية خراب مرقية في ريف طرطوس غربي سوريا، يوم 27 فبراير 2025، مجزرة مروعة، أعادت إشعال التوترات الطائفية في سوريا، التي كانت قد هدأت بشكل نسبي بعد انتهاء العديد من فصول الحرب الأهلية.
تفاصيل المجزرة: تشريح الهجوم الطائفي
اقتحم مسلحون ملثمون تابعون لهيئة تحرير الشام، على الرغم من إعلانها حل نفسها رسميًا في يناير 2025، متجراً محلياً في قرية خراب مرقية وأطلقوا النار بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
لحظة الهجوم، ظهر في لقطات مصورة أحد شهود العيان وهو يردد “ماذا فعلنا؟”، في إشارة إلى أن الحادث قد يكون مدفوعًا بدوافع طائفية.
الضحايا:
- طارق علي
- كينان علي
- حبيب زاهر
- بشار قليح (معاق)
- عمر (اللقب غير معروف)
بحسب شهود عيان، استخدم المهاجمون سيارة تابعة سابقًا لهيئة تحرير الشام، حيث أطلقوا نيران أسلحتهم بشكل عشوائي داخل متجر كان مكتظًا بالمدنيين.
الحادث أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، منهم أربعة من الطائفة العلوية، ومن بينهم بشار قليح، وهو شخص ذو إعاقة، بالإضافة إلى شاب سني كان يتسوق في المكان. تظهر اللقطات المصورة جثث الضحايا متناثرة بين أرفف المتجر المدمرة، مع وجود دماء تغطي الأرضية.
الدوافع الطائفية
التحليل لخطاب هيئة تحرير الشام التاريخي يكشف عن كراهية ممنهجة للطوائف غير السنية، حيث وصفت الهيئة العلويين بـ “المرتدين” في منشوراتها السابقة. الهجوم يتزامن مع تصاعد التوترات الطائفية التي شهدتها البلاد بعد سيطرة الإدارة الجديدة على دمشق في ديسمبر 2024، التي تواجه اتهامات بتهميش الأقليات وخصوصًا الطائفة العلوية.
وأظهرت استطلاعات الرأي ارتفاع نسبة السوريين الذين يعتقدون بوجود “مؤامرة طائفية” لتفتيت البلاد، حيث وصلت النسبة إلى 67%، ما يعكس الانقسام الطائفي العميق الذي تعيشه سوريا.
السيناريوهات المستقبلية
يشير الخبراء إلى أن الفوضى الأمنية قد تستغلها الجماعات المتطرفة، حيث تقدر مصادر استخباراتية أن هناك نحو 3,000 عنصر سابق في هيئة تحرير الشام لم ينضموا للعملية السياسية بعد حل الهيئة. هذه العناصر قد تشكل تهديدًا مستمرًا للأمن والاستقرار في المناطق ذات التركيبة الطائفية الهشة.
المخاطر الطائفية
تعتبر محافظة طرطوس، ذات الأغلبية العلوية، واحدة من المناطق الأكثر عرضة لتصاعد العنف. هناك العديد من المليشيات المسلحة الموالية للنظام السابق، والتي قد تساهم في إشعال المزيد من الاشتباكات.
الهجمات الانتقامية قد تدفع البلاد إلى دوامة عنف جديدة، مما يعيدها إلى أتون الحرب الطائفية التي كانت قد هدأت نسبياً.










