خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع حول المستجدات في الساحل السوري
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري، على أن سوريا قد مرت بتجارب صعبة ومريرة على مدار السنوات الماضية، ولكنها استطاعت، بفضل ثورة الشعب السوري، أن تحقق أهدافها وتحقق الحرية رغم التحديات الجسيمة.
كما شدد الشرع على أن سوريا ستظل صامدة ولن يسمح أي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجر البلاد إلى الفوضى أو الحرب الأهلية، مؤكدا أن الدولة السورية ماضية على العهد وأنها مصممة على بناء المستقبل الذي يليق بشعبها العظيم.
التأكيد على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية
وأكد الشرع للشعب السوري ولجميع من يهمهم أمر الوطن أن الدولة لن تتسامح مع فلول النظام السابق الذين ارتكبوا الجرائم بحق قوات الجيش ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وزرعوا الفوضى في المناطق الآمنة. وأوضح الشرع أن الخيار الوحيد أمام هؤلاء الفلول هو مواجهة العدالة.
كما أعلن الشرع عن تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، والتي ستتولى التواصل المباشر مع أهالي الساحل السوري للاستماع إلى همومهم وتقديم الدعم اللازم لضمان استقرارهم وأمنهم، وتعزيز الوحدة الوطنية في المنطقة.
تشكيل لجنة لتقصي الحقائق
وفي خطوة جديدة لتوضيح الحقائق أمام الشعب السوري، أعلن الشرع عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث الساحل السوري، والتي ستكون مكلفة بالتحقيق في هذه الأحداث وتقديم المتورطين إلى العدالة. وأضاف الرئيس أنه سيتم الكشف عن كافة الحقائق ليفهم الجميع من يقف وراء الفتن والمخططات التي تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا وتقسيمها.
وفي هذا السياق، شدد الشرع على أن الدولة السورية تجرم أي دعوات أو نداءات للتدخل في شؤون سوريا أو لتفتيت وحدة البلاد، موضحا أن سوريا ستظل موحدة بكل مكوناتها وبعزيمة شعبها وقوة جيشها، ولن يسمح لأي جهة كانت بتفتيت الوحدة الوطنية أو تدمير السلم الأهلي.
تعزيز الأمن وتأكيد التزام الدولة بالسلم الأهلي
وأشار الرئيس السوري إلى أن ما حدث في الساحل السوري هو نتيجة لمحاولات تمزيق السلم الأهلي من قبل قوى خارجة عن القانون، محملا الفلول المسؤولية عن الهجمات التي طالت القوات الأمنية في المنطقة، والتي أسفرت عن مقتل العديد من عناصرها وحرقهم. كما شدد على أن المهاجمين هم أنفسهم الذين ارتكبوا الجرائم الفظيعة بحق الشعب السوري في السنوات الماضية.
وأكد الشرع أن الحكومة قد قامت منذ اللحظات الأولى لتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لضمان عدم حدوث أي عمليات انتقامية أو ثأرية، وكان الهدف هو حماية السلم الأهلي. إلا أن هذه القوات تعرضت للاعتداءات مما أدى إلى تدهور الأوضاع بشكل أكبر.
الاعتراف بتبعات الماضي وضرورة مواجهة المستقبل بحكمة
من جانب آخر، اعترف الشرع بوجود جراحات عميقة خلفها النظام السابق، مشيرا إلى أن ممارسات النظام السابق مثل التعذيب، والتهجير، والاغتصاب، وهجمات الكيماوي، والاعتقالات غير القانونية، تركت آثارا عميقة في الشعب السوري يصعب نسيانها. وأوضح أنه بالرغم من محاولات الدولة لتفادي تكرار مثل هذه الجرائم، إلا أن هذه الآثار كان لها دور في تصعيد الأوضاع في الساحل السوري، مما أدى إلى الأحداث الأخيرة.
المخاطر المستمرة ومحاولات الانتزاع الفوضوي
وأشار الشرع إلى أن ما تواجهه سوريا اليوم ليس مجرد تهديدات عابرة، بل هي محاولات انتهازية من قوى معينة تهدف إلى إدامة الفوضى والدمار في البلاد. وأضاف أن ما يحدث في بعض مناطق الساحل يمثل مثالا حيا على هذه المحاولات، التي لم تكن المرة الأولى، بل سبقتها أحداث مشابهة في الشهر الماضي تم إخمادها بفضل جهود الدولة.
الدعوة إلى دعم دولي لسوريا
وفي ختام كلمته، وجه أحمد الشرع دعوة إلى جميع الدول في الإقليم والعالم للوقوف إلى جانب سوريا في هذه اللحظة التاريخية، مؤكدا أن المجتمع الدولي يجب أن يحترم وحدة سوريا وسيادتها. ولفت إلى أهمية الدعم الدولي في مواجهة التحديات المستمرة، حيث تعمل الحكومة السورية على استعادة الأمن والاستقرار داخل البلاد، ومواصلة السعي نحو بناء مستقبل أفضل للشعب السوري.