تأثير العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين على أسعار النفط العالمية في ظل توجيهات ترامب
شهدت أسواق النفط العالمية مساراً متذبذباً في أعقاب العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، مع تأثر واضح بالسياسات الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته للبيت الأبيض. فبينما دفعت الضربات العسكرية الأسعار للارتفاع في البداية، أدت توجيهات ترامب لزيادة الإنتاج الأمريكي إلى تغيير اتجاه السوق خلال الأشهر الأولى من عام 2025.
الارتفاع الأولي للأسعار بعد الضربات العسكرية
سجلت أسعار النفط قفزة ملحوظة عقب الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من توسع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط. ففي أعقاب الضربات الأولى، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.3%، بما يعادل 1.81 دولار، لتصل إلى 79.22 دولاراً للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.5%، أي 1.80 دولار، لتبلغ 73.82 دولاراً.
وعلق جيوفاني ستونوفو، استراتيجي السلع في مجموعة “UBS Group AG“، على هذا الارتفاع بأنه مدفوع بـ”تصور السوق أن الضربات تمثل تصعيداً للصراع”، مشيراً إلى أن “أي علاوة مخاطرة لن تستمر إلا في حالة حدوث انقطاع في إمدادات النفط”.
المخاوف من اضطرابات الشحن البحري
أثارت العمليات العسكرية في البحر الأحمر مخاوف متزايدة بشأن أمن الملاحة البحرية والشحن الدولي، خاصة مع إصدار القوات البحرية المشتركة التي تقودها واشنطن توجيهات لناقلات النفط بتحويل مسارها وتجنب المرور عبر مضيق باب المندب. ومع انضمام شركات شحن جديدة إلى قائمة الشركات التي علقت المرور بالبحر الأحمر، ارتفعت المخاوف من تعطل إمدادات النفط وتأثر الأسعار سلباً.
وفي هذا السياق، أشار لوارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في مجموعة “ING” نيفادا، إلى أن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية تشير إلى “احتمال حدوث اضطرابات أكبر والحاجة إلى تحويل السفن”، مما يؤدي إلى تسجيل ارتفاع في أسعار النفط.
ومع استمرار تطبيق هذه السياسات، من المتوقع أن يظل تأثير العمليات العسكرية ضد الحوثيين على أسعار النفط محدوداً، ما لم تؤد إلى تصعيد كبير يشمل مناطق إنتاج النفط الرئيسية في الشرق الأوسط أو يؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط العالمية.