الغارات الأمريكية تستهدف القيادي الحوثي “أبو علي الحاكم” في صنعاء وأنباء عن إصابته بجروح خطيرة
كشفت مصادر يمنية خاصة عن تعرض القيادي البارز في جماعة الحوثي عبدالله يحيى الحكيم، المعروف بـ “أبو علي الحاكم”، لإصابة خطيرة جراء الغارات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء. وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، بتوجيه مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تفاصيل استهداف الحاكم في الغارات الأمريكية
وفقاً للمصادر، استهدفت الطائرات الأمريكية منزلاً في وسط صنعاء كان يستخدمه الحوثيون كمركز قيادة، حيث كان يتواجد “أبو علي الحاكم”، الذي يشغل منصب قائد قوات الحرس الجمهوري ورئيس الاستخبارات العسكرية في سلطة الحوثيين. وأشارت المصادر إلى أن الغارات أسفرت عن إصابته بجروح خطيرة، دون تقديم تفاصيل إضافية عن حالته الصحية الراهنة أو مكان تلقيه العلاج.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق عن شن غارات جوية دقيقة على مستودع لتخزين الصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة تديرهما جماعة الحوثي في صنعاء. وقالت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” في بيان إن قواتها أسقطت أيضاً خلال العملية طائرات مسيرة عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ مضاد للسفن.
أهمية أبو علي الحاكم في الهيكل القيادي للحوثيين
يعتبر “أبو علي الحاكم” الرجل الثاني في جماعة الحوثي بعد زعيمها عبدالملك الحوثي، حيث برز كقائد ميداني للجماعة خلال معارك إسقاط المدن اليمنية تباعاً عام 2014م، وصولاً إلى اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من ذات العام.
والحاكم، المولود في بداية الثمانينات، لم يتلق تعليماً من أي نوع، أو يلتحق بالمؤسسة العسكرية بحسب المعلومات المتوفرة، وظل مغموراً حتى قيادته للحصار والحرب على السلفيين في منطقة دماج بصعدة أواخر 2011.
تاريخ من الإدراج على قوائم الإرهاب
وضعت الولايات المتحدة “أبو علي الحاكم” على قائمة “الإرهابيين الدوليين” إلى جانب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وشقيقه عبدالخالق. كما أنه مدرج على القائمة السوداء للعقوبات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، في 7 نوفمبر 2014، بموجب القرار 2216 الصادر تحت الفصل السابع، بتهم منها “الضلوع في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن”.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن استهداف “أبو علي الحاكم” يمثل ضربة موجعة للحوثيين نظراً لدوره المحوري في إدارة العمليات العسكرية للجماعة، وإشرافه على الاستخبارات العسكرية التي تعتبر عصب التنظيم وذراعه الأمنية الضاربة.
سجل حافل بالعمليات العسكرية
تشير المعلومات المتداولة إلى أن “الحاكم” هو من قاد معركة اقتحام منزل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في صنعاء أواخر العام 2017م، وشارك في عملية التمثيل بجثته، وفي عملية دفنه بطريقة سرية عقب أيام من مقتله في مسقط رأسه بسنحان.
وسبق أن تعرض “أبو علي الحاكم” للإصابة في نوفمبر 2023، حيث أفادت تقارير آنذاك أنه أصيب في إحدى المعارك في البيضاء، وتم نقله من مستشفى في ذمار تحت حراسة مشددة إلى صنعاء، حيث زاره مهدي المشاط وعبد الخالق الحوثي.
تداعيات محتملة على الصراع في اليمن
لم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن الأنباء المتداولة عن إصابة “أبو علي الحاكم”، في حين تشير تحليلات عسكرية إلى أن إصابته أو خروجه من المشهد العسكري قد يؤثر على قدرات الجماعة وتماسك قيادتها العسكرية.
يأتي استهداف “أبو علي الحاكم” في سياق تصعيد عسكري أمريكي متواصل ضد الحوثيين، الذين استمروا في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، ما دفع واشنطن إلى تكثيف عملياتها العسكرية ضدهم، بما في ذلك إرسال قاذفات استراتيجية من طراز “بي-52” للمشاركة في هذه العمليات.
تظل تفاصيل مصير “أبو علي الحاكم” غير مؤكدة بشكل رسمي، في ظل غياب أي تصريحات من قبل الحوثيين أو تأكيد أمريكي بشأن نتائج الغارات. ومع ذلك، تؤكد المصادر اليمنية أن الغارات الأمريكية أصابت هدفها بدقة، وأن إصابة “أبو علي الحاكم” تعد تطوراً مهماً في مسار الصراع اليمني، وضربة للقدرات العسكرية والقيادية للحوثيين.