ساجد سيد فايق شبل – “أبو البراء المصري”
ساجد سيد فايق شبل، المكنى “أبو البراء المصري”، هو أحد الشخصيات الإرهابية البارزة التي هربت من مصر بعد عام 2013، لينضم إلى تنظيم “نور الدين الزنكي” المدعوم من تركيا. في الوقت الحالي، يرتبط هذا التنظيم بشكل وثيق مع تنظيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) بقيادة الجولاني، وارتبط اسمه بشكل خاص بالمجزرة التي وقعت في منطقة الساحل السوري، والتي أثارت جدلا كبيرا حول مستقبل الأقليات في البلاد.
يعتبر “أبو البراء المصري” مطلوبًا في مصر في عدة قضايا إرهابية، ويحاكم في واحدة من هذه القضايا مع والده نفسه، الذي يعتبر أيضًا من الشخصيات الإرهابية البارزة في البلاد.
خلفية الإرهابي “أبو البراء المصري”:
ساجد سيد فايق شبل هو ابن سيد فايق شبل، المكنى “أبو يمنى”، والذي كان أحد الجهاديين الذين انضموا إلى تنظيم القاعدة في بداية التسعينيات، حيث سافر إلى البوسنة للمشاركة في القتال خلال الحرب البوسنية عام 1992. بعد عودته إلى مصر، أصبح أحد المقربين من الإرهابي رفاعي سرور، الذي يعتبر من كبار قادة الفكر الجهادي في مصر، كما كان والد “عمر رفاعي سرور”، الإرهابي الشهير الذي ارتبط اسمه بالعديد من الهجمات الإرهابية في مصر.
تربى “أبو البراء المصري” في بيئة جهادية، حيث نشأ على أفكار التكفير والكراهية التي كانت سائدة في أيديولوجيا تنظيمات إسلامية متشددة. تأثر كثيرا بأدبيات سيد قطب، المفكر الإخواني الذي يعتبر من مؤسسي الفكر التكفيري في العالم العربي. هذه البيئة ساهمت بشكل كبير في تكوينه الفكري، مما دفعه للانخراط في الأنشطة الإرهابية في سوريا.
الانتقال إلى سوريا والانضمام للتنظيمات الجهادية:
بعد عام 2013، ومع تصاعد التوترات في سوريا بسبب الحرب الأهلية، قرر “أبو البراء المصري” الهروب إلى سوريا حيث انضم إلى تنظيم “نور الدين الزنكي”. هذا التنظيم كان مدعوما من تركيا، وشارك في القتال ضد النظام السوري والميليشيات الموالية له. في الوقت الحالي، يندمج تنظيم “نور الدين الزنكي” مع جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي أصبح قائدا لتنظيم “هيئة تحرير الشام”.
تأثير “أبو البراء المصري” على المشهد الإرهابي:
وجود “أبو البراء المصري” في سوريا يعكس التداخل المعقد بين الفصائل الجهادية في المنطقة. من خلال انضمامه إلى جماعات مثل “نور الدين الزنكي”، ساهم في توسيع دائرة التأثيرات الفكرية للجماعات الإرهابية المصرية في الأراضي السورية. كما يعتبر نموذجا لشخصيات إرهابية نشأت على التوجهات المتطرفة التي نشأت في بيئة مصرية متشددة، وانتقلت هذه التوجهات إلى ساحة القتال في سوريا، مما يفاقم من خطر الإرهاب في المنطقة.
التطورات السياسية في سوريا وتأثيرها على الأقليات:
من جهة أخرى، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الأقليات في سوريا، وخاصة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. وتشير التقارير إلى أن هذه الأقليات أصبحت هدفا في العديد من العمليات الإرهابية، خاصة بعد تصريحات منسوبة لأحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي، التي دعت إلى تصعيد الهجمات ضد القرى العلوية في اللاذقية في أكتوبر 2015.
ومع تولي أحمد الشرع رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا في يناير 2025، يتساءل البعض حول قدرة النظام الانتقالي على حماية الأقليات وتحقيق العدالة في البلد الذي يشهد فوضى مستمرة منذ أكثر من عقد من الزمان. وقد أثار الهجوم على القرى العلوية قلقا متزايدا بشأن قدرة الحكومة الجديدة على كبح جماح الجماعات المسلحة المتشددة.
مجزرة صنوبر وتحقيق العدالة:
تعد مجزرة صنوبر، التي حدثت مؤخرا في منطقة الساحل السوري، أحد الأمثلة الحية على الانتهاكات التي يعاني منها السكان في تلك المنطقة. المجزرة كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدرة النظام السوري الانتقالي على تحقيق العدالة لجميع المكونات السورية. فبينما تعهد الرئيس السوري الانتقالي بحماية الأقليات وتحقيق السلم الأهلي، تبقى التساؤلات حول مدى قدرته على وقف التهديدات المتزايدة من الجماعات الجهادية، سواء من الداخل أو الخارج.