الانتشار العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط
في خطوة تعكس التصعيد العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تعديل خطة نشر حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسن” في المنطقة بعد تعديل خططها السابقة الخاصة بنشرها في غرب المحيط الهادئ.
ومن المتوقع أن تصل حاملة الطائرات “كارل فينسن” إلى المنطقة في مطلع الشهر المقبل، لتلتحق بحاملة الطائرات “هاري ترومان” ومجموعتها القتالية، التي تتمركز في جنوب البحر الأحمر منذ ديسمبر الماضي. كما يتوقع نشر حاملة الطائرات “جيرالد فورد” في الأسابيع المقبلة، ليصبح بذلك لدى الولايات المتحدة ثلاثة حاملات طائرات في المنطقة، وهو الانتشار الأكبر منذ غزو العراق عام 2003.
الانتشار العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط:
يأتي نشر هذه الحاملات الطائرات في وقت حساس للغاية، حيث يواكب تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة، سواء من قبل الولايات المتحدة أو حلفائها. وسيكون هذا الانتشار معززا بمجموعة قتالية كاملة تضم مدمرات من فئة “أرلي بيرك” وطرادات “تيكونديروجا”، بالإضافة إلى سفن دعم وإمداد لوجستي وسفينة القيادة والسيطرة “ماونت ويتني”، فضلا عن غواصات من فئة “أوهايو كلاس” (SSGN) العاملة بالطاقة النووية، والمسلحة بـ154 صاروخ كروز من طراز “توماهوك”.
التوقيت الاستراتيجي لهذا الانتشار:
يتزامن هذا الانتشار العسكري مع عدد من الأحداث الإقليمية الهامة التي قد تؤثر في استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة:
- التصعيد في غزة: مع استئناف إسرائيل لحربها في غزة، يأتي نشر حاملات الطائرات الأمريكية بمثابة تعزيز للقوة العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث يمكن أن تدعم الحملة الإسرائيلية في حال تطلب الأمر ذلك. كما يعكس هذا الانتشار دعما قويا لإسرائيل في مواجهة التصعيدات الإقليمية.
- العملية العسكرية في اليمن: إضافة إلى العمليات في غزة، بدأ الجيش الأمريكي في استهداف الحوثيين في اليمن عبر ضربات جوية وصاروخية مكثفة. هذا التصعيد يتطلب وجود قدرات هجومية متقدمة في المنطقة، وهو ما توفره حاملات الطائرات الأمريكية.
- الضغط على إيران: في سياق المفاوضات المتعثرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، يأتي نشر الحاملات الأمريكية بمثابة ردع محتمل في حالة فشل المفاوضات أو تصعيد الموقف. وقد أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك العمل العسكري ضد إيران، سواء بشكل منفرد من قبل الولايات المتحدة أو بالتعاون مع إسرائيل. يضاف إلى ذلك المهلة التي حددتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهي شهرين للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني.