في تصريحات لافتة أدلى بها من البيت الأبيض، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطر امتلاك إيران لسلاح نووي، مشيرا إلى أن ذلك “سيعرض حياة الجميع للخطر الشديد”. وجدد ترامب التأكيد على موقفه المتشدد تجاه إيران.
وأكد ترامب أنه “لا ينبغي لإيران أن تمتلك أسلحة نووية أبدا… أريد لإيران أن تكون دولة عظيمة ومزدهرة، ولكن بدون قنبلة نووية”.
هجوم مباشر على إدارة بايدن
في حديثه للصحفيين، انتقد ترامب بشدة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، متهما إياها بالتراخي ورفع العقوبات عن طهران.
وأضاف ترامب:”عندما كنت رئيسا، كانت إيران مفلسة… لم يكن لديهم أموال لدعم حماس أو حزب الله. مأساة السابع من أكتوبر لم تكن لتحدث لو ظلوا تحت الضغط الاقتصادي”.
وتابع قائلا: “قلت للصين: إذا اشتريتم برميلا من النفط الإيراني فلن تتاجروا مع الولايات المتحدة… هذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها طهران”.
محادثات نووية خلف الأبواب المغلقة: إسرائيل تتحرك بهدوء
في تطور مواز، كشف موقع أكسيوس عن عقد اجتماع سري في باريس يوم الجمعة، جمع بين المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى هما رون ديرمر (وزير الشؤون الاستراتيجية) وديفيد بارنيا (مدير الموساد).
الاجتماع، الذي تم قبل الجولة الثانية من المحادثات النووية المقررة في روما يوم 20 أبريل، جاء في إطار مساعي إسرائيلية للضغط على إدارة ترامب – في حال عودته إلى السلطة – من أجل رفض أي اتفاق جديد مع طهران، شبيه باتفاق عام 2015 الذي انسحب منه ترامب لاحقا.
نتنياهو يلوح بالخيار العسكري
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مخاوفه من أن تسعى واشنطن إلى إحياء اتفاق نووي قديم الطراز، مؤكدا أن بلاده لن تقبل سوى بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني أو “التحرك العسكري إذا لزم الأمر”.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس:”لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي… قواتنا تعمل على جميع الجبهات لحسم هذه المعركة”.
طهران على طاولة التفاوض: دعم روسي ومقترحات ثلاثية
من الجانب الإيراني، كشف موقع إيران إنترناشيونال عن أن طهران قدمت مقترحا من ثلاث مراحل للولايات المتحدة في محادثات عقدت في عمان يوم 13 أبريل. ووفقا للمصادر، فوجئ الوفد الإيراني بموقف ويتاكر المرحب بالمقترح، وهو ما أثار ردود فعل إسرائيلية غاضبة.
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى روما بعد زيارة إلى موسكو، حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف. وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد عراقجي: “نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن، ونرحب بالدور الروسي الإيجابي في هذا السياق”.
وأكد لافروف من جانبه استعداد بلاده للعب دور بناء في هذه المفاوضات، داعيا إلى تركيز المحادثات على المسألة النووية فقط.
مأزق مزدوج: تصعيد إسرائيلي وتردد أمريكي
وبينما تتصاعد المخاوف من تسارع إيران في تخصيب اليورانيوم، تبقى الإدارة الأمريكية الحالية في موقف حرج بين ضغوط الحلفاء في تل أبيب، ومطالب التهدئة والعودة إلى الاتفاق النووي من قبل أطراف إقليمية ودولية.
ترامب من جهته، وإن كان يظهر مرونة تكتيكية، لا يزال يؤكد أنه “ليس في عجلة من أمره للجوء إلى الخيار العسكري”، لكنه يصر على أن إيران لا يجب أن تصل إلى العتبة النووية بأي شكل.










