اتفاق جديد مع اليابان بمعدل رسوم جمركية 15%

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصل بلاده إلى اتفاق تجاري جديد مع اليابان، يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة، وذلك بدلاً من الرسوم المقترحة سابقاً والتي كانت تبلغ 25%.

وتشمل الصفقة التي أُعلن عنها يوم الثلاثاء الماضي التزاماً يابانياً باستثمار 550 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، مع فتح الأسواق اليابانية أمام السيارات الأمريكية والأرز والمنتجات الزراعية الأخرى.

“هذه الصفقة ستخلق مئات الآلاف من فرص العمل – لم يحدث شيء مثل هذا من قبل”

– الرئيس دونالد ترامب عبر منصة Truth Social

توسيع نطاق الاتفاقيات الآسيوية

لم تقتصر الاتفاقيات على اليابان فحسب، بل امتدت لتشمل دولاً آسيوية أخرى. فقد أعلن ترامب عن اتفاقيات مماثلة مع الفلبين وإندونيسيا، حيث ستواجه منتجات هذين البلدين رسوماً جمركية بنسبة 19%، وهو انخفاض طفيف عن التهديدات السابقة.

كما تم الإعلان عن اتفاق مع فيتنام تخضع بموجبه الصادرات الفيتنامية لرسوم جمركية بنسبة 20%، مع مضاعفة هذه النسبة للسلع التي يتم شحنها عبر الصين.

المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي

وفي سياق منفصل، تشير التقارير إلى اقتراب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق تجاري يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات الأوروبية، وفقاً لما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ومن المتوقع أن يشمل الاتفاق المحتمل إلغاء متبادل للرسوم الجمركية على منتجات معينة، بما في ذلك:

• الطائرات وقطع الغيار
• المشروبات الكحولية
• الأجهزة الطبية والتقنية

التحديات والضغوط المتبادلة

في المقابل، يستعد الاتحاد الأوروبي لحزمة تدابير انتقامية قد تصل قيمتها إلى 93 مليار يورو (109 مليار دولار)، مع رسوم جمركية انتقامية قد تصل إلى 30% في حال فشل المفاوضات قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس.

وتستهدف هذه التدابير الانتقامية المحتملة منتجات أمريكية متنوعة تشمل الطائرات وقطع السيارات والمشروبات الكحولية مثل البوربون، إضافة إلى منتجات أصغر مثل فرش الأسنان ومعدات الملاهي.

التأثير على الأسواق العالمية

أدت هذه التطورات إلى ارتفاع الأسواق المالية الأمريكية، حيث سجل مؤشر S&P 500 مكاسب بنسبة 0.49%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.21%. كما شهدت أسهم الشركات اليابانية، وخاصة صانعي السيارات مثل تويوتا وهوندا، قفزات كبيرة في أسعارها.

موقف ترامب من أسعار النفط والصين

خلال حديثه في فعالية حول الذكاء الاصطناعي بواشنطن يوم الأربعاء، أعرب ترامب عن رغبته في رؤية أسعار النفط منخفضة أكثر من مستوياتها الحالية، مشيراً إلى أن بلاده تعقد صفقات مع دول آسيوية مختلفة في مجال الطاقة.

وبخصوص الصين، أكد ترامب أن الولايات المتحدة بصدد إتمام اتفاق تجاري معها، مع استمرار المفاوضات الجادة حول هذا الملف. وقد أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى إمكانية تأجيل الموعد النهائي للاتفاق مع الصين المحدد في 12 أغسطس للسماح بمزيد من الوقت للمفاوضات.

خطة الذكاء الاصطناعي

في السياق ذاته، كشف ترامب عن خطة الإدارة الأمريكية للذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى تقليل اللوائح التنظيمية وتسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. وتركز الخطة على ثلاثة محاور رئيسية:

1. الابتكار: إزالة الحواجز التنظيمية أمام تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
2. البنية التحتية: تطوير مراكز البيانات ومصادر الطاقة اللازمة
3. النفوذ العالمي: جعل التكنولوجيا الأمريكية المعيار العالمي

التحديات الاقتصادية العالمية

تأتي هذه التطورات التجارية في ظل تحديات اقتصادية عالمية، حيث تشير الدراسات إلى أن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي. وقد خفض بنك التنمية الآسيوي توقعاته للنمو الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ إلى 4.7% في عام 2025.

هذه التطورات تعكس استراتيجية ترامب في استخدام التهديدات الجمركية كأداة للضغط في المفاوضات التجارية، مع محاولة تحقيق توازن بين حماية المصالح الأمريكية والحفاظ على العلاقات التجارية الدولية.