كشفت اللجنة العليا للانتخابات القاعدية في حزب الدستور المصري، برئاسة شفيق شعبان، عن أزمة داخلية غير مسبوقة تمثلت في غياب كامل للمرشحين على المناصب القيادية في الانتخابات الداخلية للحزب، رغم انتهاء المدة القانونية لمعظم تلك المناصب وتكرار فتح باب الترشح.
وقالت اللجنة في بيان رسمي إنها لم تتلق أي طلب ترشح لأي من المناصب المركزية أو القاعدية، وعلى رأسها منصب رئيس الحزب، والأمين العام، وأمين الصندوق، فضلا عن الأمانات الوظيفية وأمانات المحافظات، وذلك خلال جميع الفترات الزمنية التي خصصت لتلقي طلبات الترشح بين يوليو وسبتمبر الجاري.
أزمة تنظيمية رغم الدعوات المتكررة
وأوضحت اللجنة أن هذا الغياب الصادم للمرشحين يأتي رغم المطالبات المتكررة من داخل الحزب بالتعجيل في الدعوة للانتخابات وفتح باب الترشح، مشيرة إلى أن اللجنة قامت بكافة التجهيزات الإدارية واللوجستية لإنجاح العملية الانتخابية، وحرصت على معايير النزاهة والشفافية.
وأشارت إلى أن مدة ولاية القيادة الحالية للحزب قد انتهت في 31 يوليو 2025، بما في ذلك ولاية الهيئة العليا بكامل تشكيلها، وهو ما يجعل من غياب الترشح “تعارضا واضحا مع متطلبات الواقع المؤسسي للحزب”.
انفتاح على شخصيات عامة ومجتمع مدني
في محاولة لتعزيز الثقة ومشاركة أوسع، أعلنت اللجنة عن إضافة عدد من الشخصيات العامة والحقوقية والمجتمعية إلى تشكيلها، من بينهم المستشار حسني سبالة، والمحاميان مالك عدلي وعزة سليمان، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور مصطفى كامل السيد، إضافة إلى الأستاذة علا شهبة من حزب العيش والحرية.
وأكدت اللجنة أن هؤلاء الأعضاء الجدد تم إشراكهم في مراحل إدارة العملية الانتخابية، “ضمانا للنزاهة وتوسيعا لقاعدة الثقة والمشاركة المجتمعية”.
فتح الحوار وتنظيم الصفوف
ورأت اللجنة أن عدم الترشح يعكس حاجة داخلية ماسة إلى إعادة تنظيم الصفوف، وتشكيل قوائم انتخابية قوية، وفتح حوار داخلي موسع مع أعضاء الحزب، مشددة على ضرورة منح فترة زمنية مناسبة لتحقيق ذلك، خصوصا في ظل ما وصفته بـ”الظرف السياسي والتحدي القانوني” الذي يواجهه الحزب.
توصيات اللجنة وخطوات مقبلة
وفي ختام بيانها، أوصت اللجنة العليا بـ استمرار سريان دعوة الأمين العام لعقد الجمعية العمومية لانتخاب قيادات الحزب على المستويات المركزية والمحافظات.
إعداد جدول زمني واقعي وجديد للانتخابات يتيح للأعضاء تنظيم قوائمهم وخوض المنافسة بشكل فعال.
تشجيع الأعضاء على الترشح والمشاركة لضمان تجديد القيادات وضمان انتظام البناء المؤسسي للحزب.
حزب الدستور
يذكر أن حزب الدستور، الذي تترأسه السياسية والإعلامية جميلة إسماعيل، يشهد منذ أشهر حالة من الحراك الداخلي والمطالب بإجراء انتخابات داخلية شاملة بعد انتهاء مدة القيادة الحالية، وسط مشهد حزبي عام في مصر يتسم بالجمود التنظيمي وتراجع المشاركة السياسية في بعض التيارات المدنية.









