تومي روبنسون البريطاني يشكك في مصداقية نايجل فاراج ويتوقع فوز حزب الإصلاح في الانتخابات المقبلة
تل أبيب –20 أكتوبر 2025
قال الناشط البريطاني المناهض للهجرة تومي روبنسون إنه يعتقد أن حزب الإصلاح البريطاني (Reform UK) في طريقه للفوز في الانتخابات العامة المقبلة، رغم تشكيكه في مصداقية زعيم الحزب نايجل فاراج.
جاءت تصريحات روبنسون خلال خطابه في تل أبيب مساء السبت أمام حشد من الحضور الذين استقبلوه بتصفيق حارٍ وقفوا له احتراماً، قبل أن يُلقي كلمة امتدت لساعتين انتقد فيها الهجرة ووسائل الإعلام والحكومة البريطانية.
وقال روبنسون: “أعتقد أن حزب الإصلاح سيفوز في الانتخابات المقبلة”، في إشارة إلى الحزب اليميني الشعبوي الذي لا يمتلك سوى خمسة مقاعد من أصل 650 في البرلمان البريطاني، لكنه يتصدر استطلاعات الرأي حالياً.
«يجب أن ندفع فاراج إلى الأمام»
توقع روبنسون أن تُجرى الانتخابات العامة قبل عام 2029، وقال إن زعيم الحزب نايجل فاراج “هو الأفضل لدينا، لكنه ليس صديقاً عظيماً لإسرائيل”، مضيفاً:
“علينا أن ندفع نايجل فاراج، لأنه يسير في الاتجاه الذي تهب فيه الرياح”.
ورغم تأكيده أنه لا يريد الدخول في “معركة كلامية”، أشار روبنسون إلى تصريحات سابقة لفاراج — الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي — حذّر فيها من مخاطر إقصاء الجالية المسلمة في بريطانيا سياسيًا.
ورد روبنسون قائلاً:
“كيف يمكنك ألا تُقصي الجالية الإسلامية؟ ستضطر إلى التضحية باليهود من أجلهم”،
مضيفاً أنه رغم ذلك ما زال يتوقع فوز حزب الإصلاح في الانتخابات المقبلة.
لكنه حذّر من أن “القائد الذي يرفع الراية البيضاء أمام مجتمع معادٍ لن يجلب الأمل إلا إذا تم الضغط عليه بقوة من الرأي العام”.
ولم يُعلّق حزب الإصلاح ولا نايجل فاراج على هذه التصريحات حتى الآن.
الهجرة.. القضية الأكثر اشتعالاً في السياسة البريطانية
أصبحت الهجرة إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة البريطانية، متجاوزة حتى القضايا الاقتصادية.
ووعد فاراج بتشديد القوانين التي تسمح للأجانب بالاستقرار في البلاد، بينما أعلنت حكومة حزب العمال عن إجراءات جديدة لتقييد الهجرة.
وفي سبتمبر الماضي، نظم روبنسون تظاهرة قومية ضخمة في لندن شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص، حمل بعضهم لافتات معادية للهجرة.
من تل أبيب إلى لندن.. نغمة واحدة
خلال كلمته في تل أبيب، قال روبنسون إن إسرائيل – مثل “كل دولة غربية” – “تتعرض لغزو من المهاجرين”، في إشارة إلى اللاجئين السودانيين والإريتريين المقيمين في البلاد.
كما انتقد اعتراف الحكومة البريطانية بدولة فلسطين، وأشاد بالإسرائيليين قائلاً إنه “يعجب بهم كثيراً”، متحدثاً أمام خلفية تضم علمي بريطانيا وإسرائيل.
مشادة داخل القاعة
بعد دقائق من بدء كلمته، قاطع أحد الحضور روبنسون ونعته بـ”العنصري”، فتعرض الرجل للضرب من بعض الحضور قبل أن يتدخل الأمن ويخرجه من القاعة، فيما لاحقه آخرون إلى الخارج وهم يركلونه ويضربونه.
ورغم الحادث، استمر الحدث دون مزيد من الاضطرابات، وسط تصفيق وهتافات متكررة باسم روبنسون.
هجوم على قطر ودعم من الحكومة الإسرائيلية
كما هاجم روبنسون قطر، التي تتعرض لانتقادات مستمرة من الحكومة الإسرائيلية رغم كونها حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة ووسيطاً بين إسرائيل وحماس.
وذكر المنظمون أن أكثر من ألف شخص حضروا الفعالية، موجهاً الشكر للحكومة الإسرائيلية على دعوتها الرسمية له.
لكن مجلس نواب اليهود البريطانيين انتقد بشدة هذه الخطوة، واصفاً روبنسون بأنه “بلطجي يمثل أسوأ ما في بريطانيا”.
ورد روبنسون قائلاً إن المجلس لا يمثل يهود بريطانيا الحقيقيين، ووصف نفسه بأنه “صحفي”، مؤكداً أنه ليس من اليمين المتطرف، مستشهداً بدعمه لإسرائيل كدليل على ذلك.
قضايا قانونية وممول مفاجئ
يُذكر أن روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسيلي-لينون (42 عاماً)، يخضع حالياً للمحاكمة في بريطانيا بتهمة رفضه تسليم الشرطة رمز فتح هاتفه المحمول أثناء توقيفه بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
ووصف روبنسون محاكمته بأنها “اضطهاد حكومي مطلق”، مؤكداً أن الملياردير إيلون ماسك هو من يمول دفاعه القانوني في القضية










