موضوع ظاهرة المورمون في أمريكا من أكثر القضايا الاجتماعية والدينية إثارة للنقاش، خاصة مع تزايد نفوذهم في المجتمع والسياسة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة. فيما يلي تقرير صحفي متكامل مع كلمة تعريفية بالحدث ومجموعة عناوين مثيرة وغير منشورة سابقًا تناسب النشر في المواقع الثقافية أو التحليلية.
تتسع ظاهرة المورمون في الولايات المتحدة بشكل لافت، متجاوزة الإطار الديني إلى تأثيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة، ما جعل هذا التيار الديني في قلب الجدل الأمريكي حول الهوية والمعتقدات المتجددة في القرن الحادي والعشرين
تشهد الولايات المتحدة منذ العقدين الأخيرين صعودًا واضحًا لجماعة “المورمون” أو “كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة”، وهي حركة دينية تأسست في القرن التاسع عشر على يد جوزيف سميث، وتجمع بين العناصر المسيحية التقليدية وبعض المعتقدات الخاصة التي تميزها عن بقية الكنائس
.يُقدّر عدد أتباع المورمون اليوم بأكثر من 17 مليون شخص حول العالم، بينهم ما يقرب من 7 ملايين في الولايات المتحدة، معظمهم في ولاية يوتا التي تعد المركز الرئيسي للجماعة.
ويُعرف المورمون بنظامهم المجتمعي الصارم، وقيمهم المحافظة، واعتمادهم القوي على العمل الجماعي والاقتصاد الذاتي
.خلال السنوات الأخيرة، ظهرت “الظاهرة المورمونية” في المشهد العام الأمريكي بشكل غير مسبوق، إذ لم تعد الحركة تقتصر على العبادة أو العمل الخيري، بل باتت تمتلك مؤسسات مالية وتعليمية وإعلامية مؤثرة.
كما ارتفع عدد السياسيين المنتمين إلى المورمون في الكونغرس والحزب الجمهوري، مما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا التغلغل وقدرته على التأثير في السياسات
العامة
.الجدل يتسع أيضًا داخل المجتمع الأمريكي نفسه.
فبينما يرى البعض أن المورمون يمثلون نموذجًا للالتزام الأخلاقي والانضباط الأسري، ينتقد آخرون ما يصفونه بـ”الانعزال الثقافي” و”النزعة المغلقة” التي تميز بعض المجتمعات المورمونية، إضافة إلى تاريخ الجماعة المرتبط بممارسات تعدد الزوجات التي ألغيت رسميًا لكنها ما زالت موجودة في بعض الفروع المتشددة
.علماء الاجتماع في جامعة هارفارد وصفوا الظاهرة بأنها “مزيج من الدين والاقتصاد والسياسة”، معتبرين أن المورمون استطاعوا بذكاء تحويل معتقدهم إلى مشروع اجتماعي متكامل يوفر الأمن والتماسك لأتباعه، لكنه يثير في الوقت نفسه مخاوف من “نمو مجتمع داخل مجتمع”
.المثير أن العقيدة المورمونية بدأت تجد متابعين خارج أمريكا أيضًا، خاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث تحرص الكنيسة على توسيع نفوذها عبر التعليم والإعلام والعمل الخيري، في ظاهرة وصفها باحثون بأنها “التمدد الصامت للدين الأمريكي الجديد”.










