ترامب يعلق برنامج “اللوتري” نهائيا: إنهاء قرعة البطاقة الخضراء بعد تورط مستفيد منها في جرائم قتل وهجمات مسلحة
واشنطن | الجمعة 19 ديسمبر 2025 في خطوة تصعيدية جديدة ضمن سياسات الهجرة الصارمة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق برنامج “تأشيرة الهجرة المتنوعة” (المعروف بقرعة البطاقة الخضراء). وجاء القرار في أعقاب الكشف عن أن المشتبه به في هجمات دموية أخيرة استهدفت صروحا أكاديمية وبحثية، كان قد دخل الولايات المتحدة عبر هذا البرنامج.
دوافع القرار: “مجرمون في قلب أمريكا”
أعلنت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نوام، عبر منصة “X”، أنها أصدرت تعليمات لدائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS) بوقف البرنامج فورا. وصرحت نوام قائلة: “ما كان ينبغي السماح لهذا المجرم بدخول بلادنا أبدا. لن نسمح بتعرض أمريكي آخر للأذى بسبب هذا البرنامج الكارثي”.
وتعود جذور القرار إلى التحقيقات في قضية كلاوديو مانويل نوس فالينتي (48 عاما)، وهو مواطن برتغالي وطالب سابق في جامعة براون، والذي ثبت حصوله على البطاقة الخضراء عبر القرعة عام 2017.
سجل الجرائم المرتبطة بالمشتبه به:
هجوم جامعة براون (12 ديسمبر): إطلاق نار أدى لمقتل شخصين وإصابة 9 آخرين.
اغتيال عالم نووي (14 ديسمبر): مقتل الباحث النووي العالمي نونو لوريرو في منزله بماساتشوستس، وهو خبير في الاندماج النووي.
النهاية: عثر على فالينتي ميتا في 17 ديسمبر بعد انتحاره بإطلاق النار على نفسه.
تاريخ من العداء لـ “اللوتري”
ذكر البيت الأبيض بأن ترامب حاول إلغاء هذا البرنامج منذ عام 2017، عقب هجوم شاحنة نيويورك الذي نفذه أحد مبايعي تنظيم “داعش”، والذي دخل البلاد أيضا عبر قرعة البطاقة الخضراء وقتل ثمانية أشخاص. ويرى ترامب أن هذا النظام لا يعتمد على الكفاءة ويمثل ثغرة أمنية “تساهم في تدمير أمريكا”.
زلزال قانوني وسياسي
من المتوقع أن يواجه القرار طعونا قانونية واسعة، كون برنامج تأشيرة التنوع (الذي يمنح 50 ألف إقامة سنويا) قد أنشئ بمبادرة وتشريع من الكونغرس، ولا يملك الرئيس سلطة إلغائه نهائيا دون موافقة تشريعية، إلا أن الإدارة الحالية تستخدم صلاحيات “الأمن القومي” لتعليقه.
تداعيات إضافية لسياسة الهجرة الجديدة:
حظر السبع دول: أكد ترامب تفعيل حظر كامل على دخول مواطني 7 دول، من بينها سوريا.
مراجعة الإقامات: بدأت السلطات مراجعة البطاقات الخضراء الصادرة لمواطني 19 دولة، في مقدمتها إيران، بعد اتهام مواطن أفغاني بالهجوم على الحرس الوطني في واشنطن.
موقف جذري: وصف ترامب الهجرة بأنها “العامل الأكبر في تدمير أمريكا”، متوعدا بإيقاف الهجرة من دول “العالم الثالث” بشكل دائم.
تحقيقات دولية
بالتزامن مع هذه القرارات، أشارت تقارير إلى أن إسرائيل تحقق في احتمالية وجود صلات بين طهران واغتيال العالم النووي “لوريرو” في أمريكا، نظرا لمكانته العلمية الرفيعة في مجال أبحاث البلازما، وهو ما زاد من الضغوط الأمنية لتبرير قرارات ترامب الأخيرة.
يمثل تعليق “اللوتري” تحولا جذريا في فلسفة الهجرة الأمريكية، من نظام يسعى للتنوع الثقافي إلى نظام “القلعة المغلقة” الذي يعتمد الفحص الأمني المشدد ومنع الهجرة من مناطق جغرافية محددة بشكل كامل.











