طوكيو | الجمعة 19 ديسمبر 2025 تواجه حكومة رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، أزمة سياسية حادة بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها مسؤول رفيع في مكتبها، دعا فيها إلى ضرورة امتلاك اليابان لأسلحة نووية. هذه التصريحات، التي وُصفت بأنها “خروج عن الثوابت الوطنية”، أثارت موجة غضب عارمة بين أحزاب المعارضة، بل وامتدت لتشمل أصواتاً من داخل الحزب الحاكم.
تصريح يشعل فتيل الأزمة
وفقاً لوكالة “كيودو نيوز”، زعم المسؤول الأمني الكبير أن اليابان يجب أن تمتلك ترسانة نووية خاصة بها، مبرراً ذلك كـ “رأى شخصي”. إلا أن هذا الرأي اصطدم مباشرة بـ “المبادئ الثلاثة غير النووية” التي تتبناها اليابان منذ عام 1967 (عدم امتلاك، أو تصنيع، أو السماح بدخول الأسلحة النووية)، وهي المبادئ التي أرساها رئيس الوزراء الأسبق إيساكو ساتو وتعتبر ركيزة أساسية للدولة الوحيدة التي عانت من القصف الذري.
هجوم شامل من المعارضة
اتحدت أحزاب المعارضة في موقف نادر للمطالبة بإقالة المسؤول فوراً، وأعرب يوشيهيكو نودا (زعيم الحزب الديمقراطي الدستوري) عن دهشته من “التصريح المفاجئ”، مؤكداً أن الاستقالة المبكرة هي الحل الوحيد.
كما وصف تيتسو سايتو (زعيم حزب كوميتو) التصريحات بأنها “غير مقبولة على الإطلاق” وتستوجب الفصل الفوري.
وطالب أكيرا كويكي (الأمين العام للحزب الشيوعي) حكومة ساناي تاكايتشي بسحب التصريح رسمياً وإقالة المسؤول، واصفاً إياه بـ “غير المسؤول”.
ولم يقتصر الهجوم على المعارضة، حيث انضم وزير الدفاع السابق جنرال ناكاتاني (من الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم) إلى الدعوات، محذراً من تحول الحكومة إلى “حكومة أصدقاء” تفتقر للخبرة والمناصب المناسبة.
رد الحكومة: تمسك بالمبادئ ورفض للتعليق
في محاولة لاحتواء الجدل، أكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، مينورو كيهارا، أن موقف اليابان ثابت ولم يتغير، قائلاً: “نحن نتمسك بقوة بالمبادئ الثلاثة غير النووية كمسألة سياسة وطنية”. ومع ذلك، رفض كيهارا التعليق على مصير المسؤول المعني أو إمكانية فصله، مما زاد من حدة الانتقادات.
خلفية تاريخية ثقيلة
تُعيد هذه الواقعة للأذهان حادثة عام 1999، عندما أُقيل نائب وزير الدفاع آنذاك، شينغو نيشيمورا، بعد تصريح مشابه حول التسلح النووي. وتأتي الأزمة الحالية في وقت يسعى فيه الحزب الحاكم بقيادة تاكايتشي لمراجعة بعض القيود المتعلقة بالردع الموسع (المظلة النووية الأمريكية)، وهو توجه يراه الخبراء “لعباً بالنار” في بلد يتمتع بحساسية فائقة تجاه كل ما هو نووي.










