مقديشو/نيروبي | 28 ديسمبر 2025، أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة لموقع المنشر الاخباري بفشل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في تأمين دعم كامل وموحد من القادة الرئيسيين في شرق أفريقيا، عقب الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال “صوماليلاند” في 26 ديسمبر الجاري.
تحركات مكثفة ونتائج مجزأة
رغم النشاط الدبلوماسي المحموم الذي قاده الرئيس الصومالي عبر اتصالات هاتفية مع قادة كينيا، أوغندا، جيبوتي، وتنزانيا، إلا أن الخارطة السياسية كشفت عن تباين حاد في المصالح:
جبهة الرفض القوي: انحصرت في (جيبوتي، مصر، تركيا والاتحاد الأفريقي)، التي اعتبرت الخطوة الإسرائيلية “عدواناً غير شرعي” وانتهاكاً لسيادة الصومال.
محور “الغموض الاستراتيجي”: برز موقف لافت لكل من كينيا وإثيوبيا، اللتين فضلتا عدم الانجرار خلف لغة الإدانة الحادة، متبنيتين صمتاً دبلوماسياً حذراً تجاه الخطوة الإسرائيلية.
لماذا ترفض نيروبي وأديس أبابا إدانة إسرائيل؟
يرى مراقبون أن “الغموض الاستراتيجي” الذي تتبعه أقوى كينيا وإثيوبيا في المنطقة ينبع من حسابات براغماتية عميقة.
المصالح مع إسرائيل: ترتبط كينيا وإثيوبيا بشراكات أمنية وتقنية واسعة مع تل أبيب، ولا ترغبان في خسارة هذا الحليف الاستراتيجي من أجل صراع حدودي صومالي.
اتفاقيات الموانئ: لا تزال إثيوبيا متمسكة بطموحها في الوصول إلى البحر الأحمر عبر “أرض الصومال” (بناءً على مذكرة تفاهم 2024)، بينما تدير كينيا علاقات قنصلية وفعلية نشطة مع هرجيسا.
الأمن الإقليمي: ترى الدولتان أن استقرار “أرض الصومال” كشريك في مكافحة الإرهاب (حركة الشباب) وتأمين الملاحة ضد تهديدات الحوثيين يتقدم على المبادئ التقليدية لوحدة الأراضي الصومالية.
إيغاد (IGAD): دعم مؤسسي بلا “أنياب”
وعلى الرغم من طلب الصومال عقد قمة طارئة لرؤساء دول شرق أفريقيا، إلا أن أي موعد رسمي لم يتحدد بعد. واكتفت منظمة “إيغاد” ببيان بروتوكولي يدعم وحدة الصومال، دون اتخاذ إجراءات عقابية أو دبلوماسية حاسمة، مما يعكس رغبة المنظمة في تجنب الانقسام الداخلي بين أعضائها المؤثرين.
الأنظار تتجه نحو نيويورك
مع فشل الضغط الثنائي الإقليمي، تضع مقديشو كل ثقلها الآن على اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر عقده يوم غدٍ الاثنين (29 ديسمبر). وتأمل الصومال في انتزاع قرار دولي يبطل الخطوة الإسرائيلية، مستندة إلى دعم مصر وتركيا والكتلة العربية، إلا أن الفيتو المحتمل أو المواقف الرمادية لبعض القوى الدولية قد تُبقي الوضع على ما هو عليه.










