شن نائبة برلمانية هجوما حادا على الحكومة المصرية، بسبب استمرار عمليات إزالات لعدد كبير من المقابر في القاهرة القديمة، مطالبة بمراعاة أهمية وخصوصية الأماكن التاريخية فى مصر بالتزامن مع أي تحركات لإنشاء طرق أو محاور أو مشروعات قومية.
وتقدمت النائبة فاطمة سليم عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء، ووزير السياحة والآثار بشأن شروع الحكومة في إزالة عدد من المقابر الأثرية.
حزب معارض يهاجم الحكومة المصرية بسبب تدمير القاهرة القديمة
وقالت سليم إن : “القرافة الكبرى تعود إلى عصر الفتح العربي الإسلامي وتتزامن مع تأسيس الفسطاط، أي قبل تأسيس القاهرة ذاتها بما يزيد عن ثلاثة قرون، وتشكل كل منطقة مقابر طبقة تعبر عن ازدهار المدينة وتطور تاريخها العمراني، بداية من القرافة الكبرى مدفن الصحابة، ثم مع تطور الفسطاط شمالًا كان ظهور القرافة الصغرى التي دشنت مكانتها باستقبال جثمان الشافعي، ثم تحولت المنطقة الواقعة شمالها إلى منطقة دفن نموذجية بعد دفن آل البيت خصوصا السيدة نفيسة”.
غضب شعبي لتدمير التراث ومقابر القاهرة التاريخية.. دعوة قضائية ضد الحكومة لوقف الإزالات
ولفتت عضو مجلس النواب إلى أن مقابر باب النصر عبرت عن رغبة أهالي الأحياء الشمالية في إيجاد مدافن قريبة منهم، فكانت البداية بقبة بدر الجمالي ثم تكالب الناس على دفن موتاهم في هذه المنطقة، بينما عبرت المساحة الشرقية خارج باب البرقية عن رغبة السلاطين والأمراء في مساحة خلاء يبنون فيها منشآت تخلد ذكراهم.
وأضافت سليم: “لا تخلو مقبرة من تاريخ متراكم يحكي قصة ألف عام من تقلبات العصور والبشر، فمن مقابر الخلفاء والسلاطين مرورا بالأمراء والحرافيش إلى الأسرة العلوية والباشوات والبكوات وليس انتهاء بآل البيت والمتصوفين، نجد التاريخ الحي على مستوى البشر والحجر، فشواهد القبور تنطق بالكثير من التفاصيل التي لا نجدها في بطون الكتب، بل قد نجد تصحيح معلومة في كتاب عبر استنطاق شاهد قبر”.
مصر: علاء مبارك يهاجم الحكومة بعد تدمير مقابر القاهرة القديمة
وأردفت: “الطرز المعمارية المختلفة أيضا التي تحتويها مقابر القاهرة، ما يجعل وضعها على مسارات السياحة أمرا سهلا لو توفرت العقلية المناسبة التي تقدر قيمة ما تملكه القاهرة من تراث غير مسبوق”.
ونبهت سليم إلى أن المصريين قد حافظوا على عادات وتقاليد خاصة جدا بالمقابر، فأصبحت تزار في الأعياد، ومكانا ومتنفس لأهل القاهرة، ولذلك اختلط فيها الحياة والموت.
وقالت عضو مجلس النواب: اليوم نجد أن هناك مقابر لشخصيات شديدة الأهمية في تاريخ مصر ضمن الإزالة، فعلى سبيل الحصر، مقرر إزالة عدد من مقابر الشخصيات شديدة الأهمية في تاريخ مصر، مثل قبر محمد راتب باشا، قبر قاسم باشا محمد، قبر اسماعيل باشا سليم، قبر الأمير يوسف كمال ولي عهد مصر الأسبق، قبر شاعر السيف والقلم محمود سامي البارودي، قبر احمد باشا شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق، قبر الهلباوي باشا مؤسس نقابة المحامين ومحامي قضية دنشاوي، قبر محمد باشا محمود رئيس الوزراء الأسبق ووزير الداخلية، الإمام ورش بن نافع صاحب القراءة الشهيرة، شاعر النيل حافظ إبراهيم وغيرهم.
وأكدت سليم أن إزالة مثل هذه القبور، دون مراعاة لبعدها التراثي والفني والمعماري، يأتي بمثابة اعتداء مباشر على جزء هام من تاريخ مصر وتراثها.