أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه كان يستهدف “مسلحا من حماس” عندما قتل سبعة عاملين إنسانيين في قطاع غزة، وأقر بأنه اقترف سلسلة “أخطاء فادحة” وانتهاكات لقوانينه الخاصة.
وقُتل العاملون السبعة في ثلاث غارات خلال أربع دقائق بمسيرة إسرائيلية، بينما كانوا يفرون من سيارة الى أخرى، وفق ما قال الجيش الذي أشار في بيان إلى “خطأ عملياتي في تقييم الوضع” بعد رصد مسلح يشتبه بأنه من حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأثار القصف الإسرائيلي إدانة دولية، وقام الجيش الإسرائيلي بتحقيق داخلي تحدث عن نتائجه اليوم، وخلص إلى قرار بإقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار رسميا.
وحسب التحقيق فإن القوات الإسرائيلية اعتقدت خطأ أنها تقصف مركبات تقل مسلحين من حركة حماس عندما قصفت الطائرات المسيرة السيارات الثلاث التابعة لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي”.
وافترض قائد أن مسلحين من حماس كانوا في مركبات “المطبخ المركزي العالمي”، التي استهدفتها غارة جوية، والغارات على المركبات الثلاث تم تنفيذها في انتهاك خطير للأوامر وإجراءات العمليات القياسية للجيش الإسرائيلي، وفق البيان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن التحقيق في مقتل موظفي الإغاثة خلص إلى حدوث خطأ في تحديد الهوية، وخلص أيضا إلى أخطاء في اتخاذ القرار
وحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فسيتم توبيخ ضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية، بينما سيتم إقالة قائد كتيبة الدعم الناري برتبة ميجر ورئيس أركان الكتيبة برتبة كولونيل.
جزئيا يرجع حجم القتلى المدنيين منذ 7 أكتوبر إلى الطريقة التي تخوض بها إسرائيل الحرب
ما وراء “الأخطاء القاتلة” التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة؟
كانت قافلة مكونة من ثلاث مركبات تقوم بنقل عمال من منظمة “المطبخ المركزي العالمي” على طول الطريق الساحلي في قطاع غزة مساء الإثنين، وفي الوقت نفسه حددت طائرة عسكرية إسرائيلية بدون طيار القافلة على أنها “قوات معادية”، وحدد مشغلو الطائرة القافلة كهدف معاد وفتحوا النار.
وقال الجنرال المتقاعد، يوآف هار إيفين، الذي يقود التحقيق إنه “تم طرد الضابطين وهما برتية كولونيل ومايجور اللذين أمرا بالقصف”.
وبث ضباط إسرائيليون أمام صحافيين مقاطع فيديو التقطتها مسيرة لشخص قدموه على أنه “عنصر من حماس” انضمّ الى موكب منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركز العالمي) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا، وفق ما ذكرته وكالة “فرانس برس”.
وكان الموكب ينقل مساعدات إلى شمال قطاع غزة، وتعرض للقصف في دير البلح في وسط القطاع.
وكانت السيارات الثلاث تحمل “شعار المنظمة” على سطحها، إلا أن هار إيفين قال إن كاميرا المسيرة لم تتمكن من رؤية الشعار بسبب الظلمة، وقال “كان هذا عنصرا أساسيا في تسلسل الأحداث”.
وفريق العاملين في المنظمة هم أسترالية وبولندي وأميركي-كندي وثلاثة بريطانيين وفلسطيني.
ومن جانبه، قال أندريه سيجنا، نائب وزير الخارجية البولندي، الجمعة، إن السفير الإسرائيلي لدى بولندا اعتذر عن مقتل موظف إغاثة بولندي في غارة جوية شنتها إسرائيل على غزة هذا الأسبوع.
وذكر سيجنا أن بولندا لن تطرد السفير الإسرائيلي، ياكوف ليفني.
قالت إسرائيل إنها ستعدل الأساليب التي تستخدمها في الحرب
منظمات إغاثية تحمل إسرائيل مسؤولية حمايتها في غزة
قالت منظمات إغاثة دولية، الخميس، إنه ليس بوسعها فعل المزيد لحماية موظفيها في قطاع غزة وإن مسؤولية تجنب قتلهم تقع على عاتق إسرائيل، وذلك في وقت طالبت فيه الأمم المتحدة بتنسيق إنساني مباشر مع الجيش الإسرائيلي.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.