وسط نفي قاطع من وزارة الخارجية المصرية لإيفاد الحكومة أية مراقبين لمتابعة الاستفتاء على انتقال أراضٍ أوكرانية إلى روسيا، أكد مصدر أوكراني لـ«مدى مصر» أن روسيا استخدمت صحفي مصري للدعاية لها، فيما كشف أرشيف وسائل إعلام روسية عن هوية صحفي مصري، وصفته بـ«المراقب»، شارك في متابعة إجراءات الاستفتاء في الفترة من 23 حتى 27 سبتمبر الماضي وأشاد بنزاهتها.
كان الاتحاد الأوكراني للاسكواش أعلن، أمس، عدم مشاركة منتخب السيدات في بطولة العالم، التي تستضيفها مصر في ديسمبر المقبل، وذلك بسبب مشاركة مراقبين مصريين في استفتاءات ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا.
قرار الاتحاد الأوكراني سبقه نشر عدد من وسائل الإعلام الرسمية الروسية أخبارًا وتقارير مصورة، في 25 سبتمبر الماضي، تتضمن إشادة من وصفتهم بمراقبين من مصر والبرازيل بإجراءات الاستفتاء الذي تم في إقليم دونباس في الفترة من 23 حتى 27 سبتمبر الماضي.
وتضمنت التغطية الصحفية الروسية إبراز تصريحات صحفية وتليفزيونية للصحفي بجريدة وموقع اليوم السابع، إسماعيل رفعت، الذي وصفته وكالة تاس الروسية والصحف المحلية بأنه مراقب للانتخابات من مصر، قال فيها إنه «تحدث إلى العديد من الفتيات والأطفال والسيدات وجميعهن جئن من أجل روسيا وحملوا علمها».
في 25 سبتمبر الماضي، نشر موقع مركز لوغانسك الإعلامي تغطية لسير الاستفتاء، تضمنت تعليقًا ممن وصفه بـ«مراقب من مصر، المعلق السياسي والصحفي في جريدة اليوم السابع إسماعيل رفعت إبراهيم إسماعيل»، أسفل صورة له.
تواصل «مدى مصر» مع رفعت، الذي يغطي ملف وزارة الأوقاف والروابط الإسلامية في الخارج، لسؤاله عن الجهة التي نظمت سفره ومتابعته للاستفتاء، وما إذا كان ذلك تم بتنسيق مع أيٍ من الجهات الحكومية من عدمه، غير أنه رفض التعليق على الأمر لـ«مدى مصر» وطلب عدم ذكر اسمه في أي تغطية صحفية.
في الوقت نفسه، قال مصدر بالجريدة لـ«مدى مصر»، بعد أن طلب عدم ذكر اسمه، إن رفعت سافر إلى الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا بحجة تغطية أمر يخص وزارة الأوقاف في روسيا دون توضيح السبب الحقيقي.
من جانبها، أرسلت السفارة الأوكرانية بالقاهرة خطابًا إلى الجريدة تستنكر مشاركة الصحفي في الاستفتاء ودخوله الأراضي الأوكرانية المحتلة بواسطة روسيا، بحسب مصدر أوكراني تحدث لـ«مدى مصر» بعد أن طلب عدم ذكر اسمه، موضحًا أن إدارة «اليوم السابع» ردت على السفارة بأن سفر رفعت لمتابعة الاستفتاء هو عمل شخصي له، وليس بصفته صحفيًا بالمؤسسة، وأنه حصل على إجازة من العمل خلال فترة السفر.
واعتبر المصدر الأوكراني أن مشاركة الصحفي المصري، رغم أنها لم تحدث بشكل رسمي، إلا أنها تمثل انتهاكًا للقوانين الأوكرانية التي تحظر دخول أراضيها بواسطة الجانب الروسي المحتل، مشددًا على أن قرار منتخب سيدات الاسكواش بعدم الذهاب إلى مصر سيتبعه قرارات أخرى تعبر عن رفض الشعب الأوكراني لما وصفه بـ«انحياز الجانب المصري للمحتل الروسي»، لافتًا إلى وجود معلومات تشير إلى بحث دول أخرى مقاطعة المشاركة في بطولة العالم للاسكواش في مصر.
ورفض المصدر الأوكراني توضيح موقف الحكومة المصرية من زيارة الصحفي، مكتفيًا بالتأكيد على أن «الدبلوماسية الروسية عرضت الأمر على عدد كبير من الصحفيين في كثير من دول العالم، ولم يقبل سوى عدد قليل منهم بينهم الصحفي المصري»، متسائلًا: «هل أدانته نقابة الصحفيين أو أي جهة مصرية أخرى على فعلته؟»، واختتم المصدر بقوله إن «المجتمع الأوكراني يرى أن مصر تتعاطف مع روسيا أكثر، مع أنها ليست كذلك».
من جانبه، قال عضو مجلس نقابة الصحفيين ، هشام يونس، لـ«مدى مصر» إن وجود الصحفيين في أماكن النزاع هو أمر طبيعي، ولكن مراقبة الاستفتاءات ليست عملًا صحفيًا وإنما عمل حقوقي، وإذا كان الصحفي ذهب إلى الأراضي الأوكرانية بوصفه مراقب أو ناشط لمتابعة إجراءات الاستفتاء على ضمها لروسيا فهو أمر يرجع للجهة التي أوفدته لهذه المهمة، ويعد عملًا من أعمال البحث عن الشهرة، مشيرًا إلى أن نقابة الصحفيين لم يصلها أي شكوى ضد هذا الصحفي من الجانب الأوكراني أو غيره، وفي حال تسلمها ستحقق معه.
وحاول «مدى مصر» التواصل مع المكتب الصحفي بالسفارة الروسية بالقاهرة للحصول على رد بشأن آلية اختيار رفعت للسفر ومتابعة الانتخابات، والذي طلب إرسال السؤال وبيانات الموقع والصحفي إلى البريد الإلكتروني الخاص بالسفارة، وهو ما تم بالفعل، دون أن نتلقى ردًا حتى موعد النشر.
بخلاف تغطية الاستفتاء، وفي تبعاته الدولية، رفضت مصر، إلى جانب 12 دولة أخرى، أمس، مشروع قرار تقدمت به ألبانيا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء اقتراع مفتوح للدول الأعضاء يؤكد على
وحدة الأراضي اﻷوكرانية ويدين ضم الأراضي من قبل روسيا، كما يدين الاعتراف باستفتاءات انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون الأوكرانية إلى روسيا
( مدى مصر )